سلم عشرات المقاتلين من تنظيم داعش أنفسهم، الأحد، لقوات سوريا الديمقراطية، غداة إعلانها القضاء على "الخلافة"، بعد خروجهم من أنفاق كانوا يختبئون داخلها في بلدة الباغوز، وفق ما أفاد متحدث كردي وكالة فرانس برس.
 
وقال جياكر أمد، المتحدث في صفوف قوات سوريا الديمقراطية: "إنهم مقاتلون دواعش خرجوا من الأنفاق وسلموا أنفسهم اليوم" من دون أن يحدد عددهم.
 
ولم يستبعد "احتمال وجود مزيد من الدواعش مختبئين داخل أنفاق".
 
وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس قرب آخر بقعة كانت تحت سيطرة التنظيم في الباغوز، عشرات الرجال وهم يقفون في صف منتظم تحت مطر خفيف، قبل صعودهم الواحد تلو الآخر إلى شاحنات عدة كانت متوقفة في المكان.
 
وأرخى عدد من هؤلاء لحاهم وارتدى آخرون عباءات تقليدية من الصوف أو وضعوا كوفيات على رؤوسهم وبعضهم غطوا وجوههم.
 
ولم يُسمح للصحافيين الموجودين في المكان بالاقتراب منهم أو التحدّث إليهم.
 
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، السبت، القضاء التام على "الخلافة" التي أعلنها التنظيم المتطرف في العام 2014 في سوريا والعراق المجاور، بعد تجريده من آخر الأراضي تحت سيطرته في الباغوز.
 
وانكفأ مقاتلو التنظيم قبل أيام، بعد تقدم قوات سوريا الديمقراطية إلى مخيم عشوائي شكل معقلهم الأخير في الباغوز، إلى جيوب عند ضفاف نهر الفرات المحاذي للبلدة.
 
وشاهد فريق فرانس برس سحباً من الدخان الأسود تتصاعد من المخيم الأحد، قال أمد إنها ناجمة عن "احتراق مخازن ذخيرة" تابعة للتنظيم.
 
وبدا المخيم الذي يضم الكثير من الأنفاق التي تحصن مقاتلو التنظيم فيها وخيماً متداعية وأخرى بالكاد تتسع لأن يجلس شخص واحد فيها، أشبه بحقل من الخردة مع انتشار هياكل سيارات محترقة وأوان منزلية وعبوات مياه واسطوانات غاز.
 
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، السبت، سيطرتها على آخر جيب للتنظيم داخل بلدة الباغوز، بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية. ودارت معارك عنيفة بين الطرفين منذ التاسع من شباط/فبراير، تخللها قصف مدفعي وغارات للتحالف.
 
على وقع تقدمها العسكري وعملياتها التي علقتها مراراً إفساحاً في المجال أمام خروج المحاصرين، أحصت قوات سوريا الديمقراطية خروج أكثر من 66 ألف شخص من مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف من عناصر التنظيم على الأقل، تم اعتقالهم. كما تمكن آخرون من الفرار.
 
وبين الخارجين عدد كبير من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، كثيرون بينهم من الأجانب، ممن جرى نقلهم إلى 3 مخيمات للنازحين في شمال شرق سوريا، أبرزها مخيم الهول الذي يؤوي أكثر من 72 ألف شخص، بينهم 25 ألف طفل على الأقل في سن الدراسة، وفق لجنة الإنقاذ الدولية.