إن الأنظمة المتشابهة تسرع لنجدة بعضها البعض وهذا ما تفعله روسيا تحديداً من خلال لجؤها الدائم الى حماية هذه الأنظمة.
 

بكى بوتين على نظاميّ القذافي وصدام حسين ومخافة البكاء على نظام الأسد أسرع لنجدته حتى لا يسقط هو الآخر فيلحق بالنظامين الأمنيين وها هو اليوم يتحرك من خلال دبلوماسيته لنجدة الجزائر كي لا يسقط نظام العسكر ويخسر بذلك آخر الأنظمة التي تشبه روسيا في كل شيء من استبداد وطغيان من قبل نظام أمني بوليسي يتمتع بثروات البلاد والعباد على حساب شعب مدقع فقراً ولا قيمة له وهو يخضع لآلهة وجب عبادتها والا انتهك أكثر وتعرض للمهانة أكثر وقد رُبي على السجود طاعة مفروضة لربائب من أمثال الأصنام المذكورة .

تتوسط روسيا بين النظام الجزائري وبين الحراك الشعبي على الطريقة التي توسطت فيها بين المعارضة والنظام السوري بقتل الاف السوريين وترك النظام وهدم المعارضة ولولا حرص الجزائريين على بلادهم برفضهم لمنطق العنف لجاء بوتين بسلاحه الأوسطي ودكّ الجزائر وقتل الجزائريين ليبقي أبو تفليقة في الحكم كونه حاكماً يشبهه في طريقة الحكم فهو رئيس دائم ودائماً  ما ينتخبه الشعب بصناديق معدّة من قبل الأجهزة الأمنية ولولا فتوة بوتين وشيخوخة بوتفليقة لما وجدنا ما يفرق الواحد عن الآخر .

 

اقرا ايضا : الداخلية والموت سيكل

 

 

ماذا تفعل روسيا ان سقطت كل الأنظمة  المستبدة المتبقية ؟
سؤال يطرحه " الفنزوليون "الذين هالهم حرص روسيا على حكم عسكر شبع جنرالاته واتخموا وجوّع شعب فنزويلا رغم ما في البلاد من ثروات وتستنكر وتستنكف روسيا وتدعو ما يجري من حراك للمعارضة  "الفنزولية"بالمؤامرة الأميركية والأوروبية وتصف المجتمع الدولي بالمتآمر على حكم يفقر ويجوّع ليثري طبقة القيادات الأمنية والعسكرية تماماً كما هو حال الحكم الروسي الذي يفيض نعماً على الأجهزة الأمنية والعسكرية ويسوّد عيشة الروس .

ما يطرحه الآن الجزائريون الذين يريدون تغير نظام العسكر وترفض روسيا بكل وقاحة ولا تعد ذلك تدخلاً بشؤون البلاد والعباد كون المحافظة على جزائر مدعوسة بجزمة العسكر وعلى فنزويلا مفرومة بسلاح العسكر وعلى سورية مخنوقة بقبضة العسكر يحمي روسيا التي يمسك العسكر فيها بأنفاس الروس وبالتالي ان سقطت الأنظمة التي تشبه روسيا تصبح هي الأخرى معرضة للسقوط لأنه لا مبرر لبقاء أنظمة الاستبداد وخاصة الأنظمة التي تحكمها الأجهزة الأمنية والعسكرية وهنا يصبح بوتين بائع غاز ولا يمكن أن يكون رئيساً لروسيا لأن الديمقراطية اذا ما حصلت في روسيا فإنها ستسقط الرؤوس التي حكمت من قبل الأجهزة المخابراتية و البوليسية .

ان الأنظمة المتشابهة تسرع لنجدة بعضها البعض وهذا ما تفعله روسيا تحديداً من خلال لجؤها الدائم الى حماية هذه الأنظمة بالدفاع عنها بالفيتو وبالسلاح  وبتدخلها العسكري في حين انها لا تقدم شيئًا من المساعدات لهذه الأنظمة من أموال  ومؤون ومواد خام  لذا لا يستطيع الروسي أن يلعب دوراً بحجم أيّ دولة أوروبية كونه يستعطي المال ولا يملك ما ينافس به في الأسواق العالمية  لا في الصناعة ولا في التجارة كل ما يملكه هو ما ورثه عن الاتحاد السوفياتي من ترسانة أسلحة تتسلح لها بعض الدول لرخصها في مقابل الأسلحة الأميركة والأوروبية وبالتالي مجال الصفقات فيها مفتوح أكثر لزبائن هذه الدول التي تشتري من روسيا لتحصيل عمولات ومكاسب مالية جرّاء هذه الصفقات التي تتيح للبائع والشاري اللعب بالأسعار ودون حسيب أو رقيب .