رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن أن "قداس دير القمر قد يكون استكمالاً لآخر حلقة من حلقات مصالحة الجبل، التي تمت عام ٢٠٠١ برعاية البطريرك صفير والرئيس وليد جنبلاط"، ولفت الى انه "يبدو أن هناك فريق شعر أنه خارج السياق في لحظة معينة ونتيجة ظروف معينة، وعليه فلا بأس إذا كانت هذه الخطوة تؤمن إقفال هذا الملف من الناحية السياسية والمعنوية بشكل نهائي"، داعياً "لتكن لحظة وجدانية ننظر فيها الى الماضي، نأخذ منها العبر ونتطلع جميعنا نحو المستقبل تحت عنوان التسامح المتبادل".

ورداً على سؤال حول كلام النائب طلال ارسلان الأخير، اعتبر أبو الحسن في تصريح لإذاعة صوت لبنان 100،5 أنه "كلام غير موفق لا في السياق ولا في المضمون"، وقال ان "لسنا معنيين بهذا الكلام الذي فيه مزايدات للتوظيف السياسي والذي ينكأ الجراح ويذكرنا بالماضي في حين ان ما ينتظرنا هو أن يلتئم هذا الجرح بشكل كامل وان نتواضع جميعاً ونعلي المصلحة الوطنية ونتطلع الى الامام"، مشدداً انه "من غير المقبول أن نستمر في الحديث عن المصالحة بعد هذه السنوات، فأمامنا تحديات كبيرة وعلينا ان نطل الى المستقبل بكل تحدياته تحت عنوان التسامح المتبادل ويداً واحدة كلبنانيين وألا نتلهى بأمور شكلية تفصيلية.

ورداً على سؤال حوال الزيارات الاميركية لوليد جنبلاط قال ابو الحسن ان "وليد جنبلاط يشكّل مرتكزاً وركناً اساسياً في الحياة السياسية اللبنانية بما لديه من تاريخ وتجربة وقدرة على التحليل واتخاذ القرار والتأثير في الحياة السياسية اللبنانية، هذا موقع المختارة ووليد جنبلاط كان وسيبقى"، واعتبر أن "الاميركي جاء يسلّم ورقة إنذار، والموضوع بشقين واحد يتعلق بإيران والثاني يتعلق بالداخل وحزب الله، في الشق الأول نؤكد على سياسة النأي بالنفس التي عبر عنها الرئيس سعد الحريري، وفي الشق الثاني نؤكد اننا كلبنانيين لا نحتمل إعادة إحياء الانقسام الداخلي، وقد سمعنا كلام مؤخراً يتلاقى مع مطلبنا وهو كيفية البحث عن استراتيجية دفاعية تؤدي إلى استيعاب تدريجي لسلاح حزب الله ضمن المنظومة الدفاعية اللبنانية واعتقد ان هذا الموضوع يمثل مخرجاً، أما ان يأتي أحد الى لبنان لنحرّض فريقاً ضد فريق، فهذا ما لن نوافق عليه، فلبنان لا يحتمل اعادة الانقسام بل لديه ما يكفي من الأزمات".

وأكّد أبو الحسن "اننا في لبنان والمنطقة نعيش على صفيح ساخن جداً وهناك متغيرات إقليمية آتية وقادمة ولها تداعياتها على لبنان"، لافتاً إلى أنه "في ظل الازمة الإقتصادية الاجتماعية المالية النقدية، فنحن لا نحتمل الذهاب الى المزيد من الإنقسام الداخلي، في حين ان المطلوب أن نكون يداً واحدة كلبنانيين وان نواجه مصيرنا على كل المستويات سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومالياً". وختم قائلاً: هذا ما يفيد فلندع الخلافات والتجاذبات الاقليمية والدولية جانباً ولنلتفت الى وضعنا الداخلي، فالناس تئن والوضع لا يحتمل أية مراهنات أو مغامرات غير محسوبة.