بري أكد لبومبيو أن ما قامت به أميركا حيال القدس والجولان يشجع التطرف
 

وصل وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أمس الجمعة إلى بيروت في محطته الأخيرة لجولته الجديدة إلى الشرق الأوسط في محاولة لتعزيز الجهود الأميركية ضد إيران.

وكانت محطته الأولى في وزارة الداخلية حيت التقى وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن وعقدا جلسة محادثات استمرت قرابة نصف ساعة، وبعدها التقى بومبيو برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي بدوره قيّم اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الأميركية في عين التينة بقوله "انّ زيارة بومبيو هي كناية عن رسائل من ادارته في كل الاتجاهات، عبّر عنها بوضوح، في مقابل أجوبة تلقّاها من جانبنا بوضوح أكبر".

 

وفي السياق ذاته، أفادت المعلومات نقلًا عن صحيفة "الجمهورية" أنّ "بومبيو وصل إلى عين التينة قبل نصف ساعة من الموعد المحدد، واستقبله بري، الذي تَعمّد قبل الموعد المحدد بساعة، الإيعاز إلى المكتب السياسي لحركة أمل إصدار بيان عنيف ضد الخطوة الأميركية الأخيرة بنزع صفة الإحتلال الإسرائيلي عن هضبة الجولان".

وبحسب المعلومات، فإنه فور وصول بومبيو إلى مكتب رئيس المجلس، أحضرت القهوة، وهنا بادر بري ضيفه الأميركي وعلى مسمع أعضاء الوفد المرافق له بالقول: أترغب بالقهوة، أم بالشاي مثل حزبك؟ هنا لم تتغيّر ملامح وجه الوزير الأميركي، الّا أنّ مساعده لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل والسفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد فهما ما يقصده بري، فضحكا، كون رئيس المجلس غمز بكلامه من قناة انتماء بومبيو إلى حزب الشاي المتطرف في الولايات المتحدة".

كما تشير المعلومات إلى أنّ "اللقاء تجاوز الساعة، واستهلّه بومبيو مُجاملًا بري، وقال: أنا أشعر بارتياح وأنا عندك، فهل لديك ما يقال؟ فرد بري مرحّبًا، وقال: فلتبدأ بالكلام إن شئت، فأخذ وزير الخارجية الأميركية الحديث، عارضًا للموقف الأميركي حيال المنطقة، مركّزًا بهجوم عنيف على إيران وحزب الله، ومشيرًا إلى توجّه بلاده المضي بالعقوبات وفي مدى غير بعيد، سواء على إيران أو على حزب الله، على اعتبار أنّ هذه السياسة هي الناجعة التي تؤدي إلى خنق الطرفين وإضعافهما".

وتضيف الصحيفة أنّ "بومبيو استعرض ملف الحدود البحرية من زاوية إغرائية للبنان بضرورة السير بهذا الموضوع، أي الموافقة على تقاسم لبنان مع اسرائيل للمنطقة المتنازع عليها بينهما، كي يؤمّن الربح الموعود من النفط والغاز".

من جهته، رد بري باستفاضة على طروحات الوزير الأميركي، "حيث قدّم عرضًا مفصّلًا حول ملف الحدود البحرية، مؤكدًا حق لبنان الكامل بحدوده البحرية الخالصة، والتي تقع ضمنها مساحة الـ860 كيلومترًا، التي تحاول إسرائيل أن تقتنص منها مساحة تزيد على الـ360 كيلومترًا"، وأكد على "أن يكون الوسيط نزيهًا حيال هذا الملف، وبالتالي ضرورة الترسيم، الذي يجب ان يبدأ من البحر وصولًا إلى البر".

وتشير "الجمهورية" إلى أنّ "بري تَقصّد خلال هذا العرض، استعادة الاشتباك الذي حصل بينه وبين مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد، الذي أصرّ آنذاك على تسويق الموقف الإسرائيلي، وحاول إلزام لبنان بالقبول بما يرفضه، ولاسيما لناحية القبول بـ خط هوف، الذي ينتزع من لبنان ما يزيد عن 360 كلم2 في البحر، علمًا أنّ للبنان، وفق دراسات مؤكدة، مساحة إضافية على الـ860 كلم2 تعادل ما يزيد عن 500 كلم2 هي من حق لبنان في البحر جنوبًا".

كما بادر بري إلى إثارة موضوع الجولان، وتوجّه إلى بومبيو قائلًا: "ما قمتم به حيال القدس، وما تقومون به اليوم حيال الجولان هو الذي يشجّع التطرف".