مواقف ترامب حول الجولان واستطلاعات الرأي الانتخابية تشغل الاعلام الاسرائيلي صباح اليوم
 

تتصدر منطقة الجولان السوري عناوين الاخبار في الكيان الصهيوني بعد تصريحات ترامب في ظل حالة من الترقب لما قد يحصل وسط ترحيب اسرائيلي عشية الانتخابات.


وفيما يلي ابرز التقارير

 

استطلاعان: استمرار تراجع "كاحول لافان" وتفوق معسكر اليمين

 

 

أظهر استطلاعان نُشرا اليوم، الجمعة، استمرار تفوق قائمة "كاحول لافان"، برئاسة بيني غانتس، على حزب الليكود بزعامة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لكن في الوقت نفسه لا يزال معسكر أحزاب اليمين والحريديين يتفوق على معسكر أحزاب الوسط – يسار.

ووفقا لاستطلاع نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإنه في حال جرت الانتخابات العامة للكنيست اليوم، فإن النتائج ستكون كالتالي: "كاحول لافان" 30 مقعدا؛ الليكود 26 مقعدا؛ حزب العمل 9 مقاعد؛ اتحاد أحزاب اليمين المتطرفة الكاهانية 7 مقاعد؛ "يهدوت هتوراة" 6 مقاعد؛ ميرتس 6 مقاعد؛ "زيهوت" برئاسة موشيه فايغلين 6 مقاعد؛ الجبهة والعربية للتغيير 5 مقاعد؛ "اليمين الجديد" 5 مقاعد؛ "كولانو" 4 مقاعد؛ قائمة الموحدة والتجمع 4 مقاعد؛ شاس 4 مقاعد؛ "يسرائيل بيتينو" 4 مقاعد، "غيشر" 4 مقاعد.

وبحسب هذا الاستطلاع، فإن معسكر أحزاب اليمين والحريديين سيكون ممثلا بـ62 مقعدا في الكنيست، مقابل 48 مقعدا لأحزاب الوسط يسار، و10 مقاعد للقائمتين العربيتين.

وجاءت نتائج استطلاع نشرته صحيفة "معاريف" كالتالي: "كاحول لافان" 30؛ الليكود 27؛ الجبهة والعربية للتغيير 8؛ حزب العمل 8؛ "يهدوت هتوراة 7؛ "اليمين الجديد" 6؛ اتحاد أحزاب اليمين الكهانية 6 مقاعد؛ شاس 6 مقاعد؛ "كولانو" 5 مقاعد؛ ميرتس 5 مقاعد؛ الموحدة والتجمع 4 مقاعد؛ "يسرائيل بيتينو" 4 مقاعد؛ "زيهوت" 4 مقاعد.

ويظهر من هذا الاستطلاع أن معسكر أحزاب اليمين والحريديين سيكون ممثلا بـ65 مقعدا، مقابل 43 لمعسكر الوسط يسار، و12 للقائمتين العربيتين.

واعتبر 43% من المشاركين في استطلاع "يسرائيل بيتينو" أن نتنياهو هو الأنسب لتولي منصب رئيس الحكومة، بينما قال 34% أن غانتس الأنسب.

وتلقى نتنياهو دعما في هذه المعركة الانتخابية من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإعلان الأخير عن أنه "حان الوقت للاعتراف بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان" السورية المحتلة.

 

ترامب في خدمة نتنياهو والليكود ومطامع الاحتلال

 

مما لا شك فيه أن توقيت تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن الجولان، يأتي بالتنسيق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومتناغما مع حملة الليكود الانتخابية، ويخدم مطامع الاحتلال الإسرائيلي، بالاستفادة من ظروف سورية وعربية ودولية، بما يجعل ردود الفعل الدولية تجاه تصريح يتعارض مع الشرعية الدولية باهتة.

تعكس تغريدة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نيته اعتبار الجولان السوري المحتل جزءا من إسرائيل قواعد اللعبة الجديدة في الشرق الأوسط. وبنظر ترامب، فإن مكان التفاهمات القديمة التي عمل بموجبها الرؤساء الأميركيون السابقون هو سلة مهملات التاريخ. وفي عهد ترامب فإن ما يقرر هو القوة، والرابح الأساسي من ذلك هو نتنياهو، الذي يقف في جانب الأقوياء.

وتوقع المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه مقارنة بالقرار الأميركي السابق، نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، فإن ردود الفعل الدولية للخطوة الأميركية بشأن الجولان ستكون فاترة نسبيا، حيث أن أوروبا لا تزال تنظر باشمئزاز إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، بسبب مسؤوليته عن المجازر الجماعية في السنوات الثماني الأخيرة، كمان المفاوضات المستقبلية بين إسرائيل وسورية بشأن الجولان ليست قائمة على جدول الأعمال.
وبحسبه، فإن الحرب الأهلية السورية، وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على جنوبي الجولان السوري غير المحتل كانت كافية بالنسبة لعدد كبير من الإسرائيليين لإزالة مسألة الانسحاب عن جدول الأعمال، كما أن حقيقة أن نتنياهو الذي درس الانسحاب من الجولان، في ولايته الأولى في رئاسة الحكومة في سنوات التسعينيات، وفي بداية ولايته الثانية عام 2009، لم تعد ذات صلة اليوم.

وكتب أنه يوجد للإعلان الأميركي أهمية إعلامية أساسا، حيث أنه ليس له أية دلالة أمنية عملية، في المرحلة الراهنة، ولا يتوقع أن يغير شيئا من نظام عمل القوات الدولية في الجولان، والتي بدأت بالعودة إلى هناك بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة.

وتابع أنه يبدو أن جوهر المسألة هو سياسي. فالتوقيت الحالي للإعلان يتيح لنتنياهو إبراز تجربته وعلاقاته السياسية كمجال يتفوق فيه على خصومه. كما أن ترامب سيؤكد على ذلك مجددا في المؤتمر الصحفي المشترك لدى زيارة نتنياهو إلى واشنطن في الأسبوع القادم.

ويضيف أنه من الجائز الاعتقاد بأن نتنياهو فكر بتوقيت الإعلان الأميركي، حيث أنه يأتي بعد تفجر قضية الغواصات مجددا وتعرض نتنياهو لهجوم جدي من قبل المعارضة.

وبالنتيجة، فإن ترامب لا يتجند إلى حملة الليكود الانتخابية، فحسب، حيث أنه امتدح نتنياهو بحماس في مؤتمر صحفي أثناء القمة التي عقدها مع الزعيم الكوري الشمالي، كما أنه يتماشى مع المواقف السياسية لليكود، بما لا يترك مجالا للشك بأن ذلك بالتنسيق مع نتنياهو، وبضمن ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، والآن اعتبار الجولان السوري المحتل جزءا من إسرائيل.

ولا يغفل الإشارة إلى أن هذا التصريح لن يروق لموسكو التي تدعو لمفاوضات سياسية بشأن الجولان، ويبدو أنه رد أميركي على تحالف روسيا مع إيران في سورية، وعلى عدم التزامها بإبعاد القوات الإيرانية وعناصر حزب الله من الحدود في الجولان.

أما على المستوى الفلسطيني، بحسبه، فإن ذلك يعتبر سابقة خطيرة، حيث أن واشنطن تمنح الشرعية لخطوة إسرائيلية من جانب واحد، وهي السيطرة على أرض بالتزامن مع احتلال الضفة الغربية خلال حرب 67.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، أساف أوريون، قوله إن قرار ترامب ينحرف بـ180 درجة عن التوجهات التقليدية للسياسة الخارجية الأميركية، والتي كانت تنص على أنه لن يتم الاعتراف بضم مناطق بدون اتفاق.

وبحسب أوريون فإنه رغم الترحيب الإسرائيلي بالتصريح، الذي يعتبر لطيف الوقع على الأذن الإسرائيلية، إلا أنه على الساحة الدولية فإن الادعاءات الأمنية التي استخدمها ترامب غير مقبولة، حيث تناقش هناك الشرعية وليس الأمن.

 

الجولان بين رسالة فورد وإعلان ترامب

 

يأتي إعلان إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، بأنه حان الوقت لاعتبار الجولان السوري المحتل جزءا من إسرائيل بعد 52 عاما من احتلال الجولان في حرب 1967، وبعد نحو 46 عاما من رسالة للرئيس الأميركي الأسبق، جيرالد فورد، تحمل المضامين ذاتها.

تصل مساحة الجولان المحتل إلى 1800 كيلومتر مربع، احتلت إسرائيل 1200 كيلومتر مربع منها. ويضم 5 قرى سورية هي مجدل شمس وبقعاتا ومسعدة وعين قينية والغجر، يسكنها نحو 22 ألف سوري، وذلك بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 130 قرية في الجولان.

باشر الاحتلال الإسرائيلي الاستيطان في الجولان، حيث أقام مستوطنة "مروم غولان"، بعد فترة قصيرة من الاحتلال. ويصل عدد المستوطنات الإسرائيلية اليوم إلى 32 مستوطنة يعيش فيها نحو 18 ألف مستوطن، بينهم 8 آلاف مستوطن في "كتسرين".

خضع الجولان للحكم العسكري بعد الاحتلال، وفي العام 1981 فرض القانون الإسرائيلي، وذلك بعد قرار الضم. وفي حينه جوبه القرار بالرفض الدولي، وأعلن مجلس الأمن الدولي، في القرار 497 عام 1981، أن قرار الضم باطل ولاغ.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، فإنه حتى سنوات التسعينيات لم يجر رؤساء الحكومات الإسرائيلية أية اتصالات  جدية بشأن الجولان. كما أن حكومتي ليفي أشكول وغولدا مئير أبقيتا الباب مفتوحا أمام الانسحاب، ولكن بشرط أن تكون هضبة الجولان منزوعة السلاح. وفي حينه رفضت سورية ذلك، وتوقفت الاتصالات.

وبعد الحرب عام 1973، بعث الرئيس الأميركي في حينه، جيرالد فورد، رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، يتسحاك رابين، كتب فيها أن "الولايات المتحدة لم تبلور بعد موقفا نهائيا بشأن حدود إسرائيل، ولكنها عندما تفعل ذلك، فإنها ستعطي وزنا كبيرا لموقف إسرائيل بأن أي اتفاق سلام مع سورية يجب أن يشمل بقاء إسرائيل في هضبة الجولان".

وأشار التقرير إلى أنه بعد تسلم مناحيم بيغين رئاسة الحكومة، عام 1977، لم تغلق إسرائيل إمكانية الانسحاب من الجولان، حيث صرح بيغين أن "إسرائيل ستظل في الجولان، ولكنها ستكون على استعداد للانسحاب من الخط (الحدودي) الحالي في إطار اتفاق سلام".

وفي ولاية رابين الثانية في رئاسة الحكومة أجرى اتصالات بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الجولان ضمن اتفاق سلام شامل مع سورية. كما أن رئيس الحكومة الأسبق من عام 1999 حتى 2001، إيهود باراك، ادعى أن رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، أجرى اتصالات في ولايته الأولى (1996 – 1999) مع السوريين، من خلال مبعوثه رون لاودر، وكان على استعداد للانسحاب بشكل جزئي من الجولان، إلا أن نتنياهو ينفي ذلك.

يشار إلى أن آخر رئيس حكومة إسرائيلية أجرى اتصالات مع السوريين بشأن الانسحاب من الجولان هو إيهود أولمرت، وذلك بوساطة تركية. وبعد أن تولى نتنياهو رئاسة الحكومة عام 2009، أعلن أن إسرائيل لن تنسحب من الجولان.

وفي جلسة الحكومة التي عقدت في الجولان عام 2016، قال نتنياهو إن الجولان سيبقى تحت سيطرة إسرائيل، وإنها لن تنسحب منه.

وفي السنوات بين 2010 حتى 2014 صادقت الكنيست على مشروعي قوانين يلزمان بإجراء استفتاء عام وغالبية مطلقة في الكنيست على أي قرار بشأن الانسحاب من أراض محتلة، مع التشديد على إخلاء المستوطنين من الجولان.

يشار في هذا السياق إلى أنه بحسب صحيفة "هآرتس"، فإن المستشار السابق للأمن القومي، عوزي أراد، ادعى أن نتنياهو عرض على سورية عام 2009 تبادل أراض يشمل انسحابا من أجزاء من الجولان.

كما تجدر الإشارة إلى أن مبعوث الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، فريديريك هوف، قد نشر عام 2015 أنه اجتمع مع الرئيس السوري، بشار الأسد، قبل أربع سنوات (عام 2011)، وأن الأخير أبدى موافقة تامة على الانفصال عن إيران وحزب الله وحركة حماس وعن أي عمل ضد إسرائيل بشرط الانسحاب الإسرائيلي من الجولان.

وبحسب هوف، فإن نتنياهو لم يوافق على الفكرة، إلا أنه أدرك أنه يوجد إمكانية لفصل نظام الأسد عن طهران. وأضاف أن الحرب الأهلية السورية منعت استمرار الاتصالات بين الطرفين.