أبدع الممسكون بالسلطة في فنّ إفلاس البلاد وأبدعوا أكثر في سوء إدارة الحكم وتوزيع المناصب والوظائف و الثروات العامة حتى أصبحوا قضاء وقدر لا يقوى عليهم حزب شيوعي، لا كادحين ولا عمال، لا يقدر عليهم مجتمع مدني ولا تنفع معهم برامج سياسية واجتماعية وتحقيقات اعلامية عن سوء أحوال الناس.

لقد قدّم مفتي الجمهورية بكلامه عن خطوط حمراء خدمة كبيرة لمن نادى بمحاربة الفساد و ما عاد قادراً على التراجع عنه.

اللبنانيون يعرفون ان الامور لن تصل الى اي مكان فلا محاربة للفساد بل مداعبة له.

لن يردعهم أحد، لا مظاهرات ولا نداءات، لا انتفاضات ولا ثورات، مرتاحون على وضعهم، لم و لن تنال منهم اي محاولة من أجل محكمة دولية تحاكمهم بتهمة الخيانةالاقتصادية العظمى ولم و لن ينفع معهم اي استفتاء شعبي تكنولوجي فايسبوكي ضدّهم، انهم قضاء وقدر الناس، ملائكتهم وشياطينهم.

بإنتظار ان يكتمل عدد المئة رجل شجاع وملثم لإنقاذ البلاد لا بدّ من محاولة ولو كانت يائسة في إقامة صلاة شعبية جماهيرية تبتهل فيها الناس الى لله وتدعوه أن يتدخل لإنقاذها من حكامها، من قضائها وقدرها ولا بأس بهذا الدعاء:

اللّهم خالق السماوات والارض،أنقذنا من مخلوقاتك العجيبة التي سلّطتها علينا، نجّنا من خبثهم ومن مكرهم ومن حيلتهم ومن سرقاتهم وإجرامهم، اللهم خالق النور والظلام، أبعد عنّا مخلوقاتك من قردة السياسة وخنازيرالمال، اشبعهم ناراً من نارك إنهم يا ربّنا لا يشبعون.

اللهم لا تنسى الكهنة، إستردّ ارواحهم بأقصى سرعة ففي جحيمك لهم عملا كثيراً، اللّهم إنا لا نسألك ردّ القضاء بل نسألك اللطف فيه فحياتنا تحلو أكثر من دون مصارف وتحلو أكثر فأكثر من دون زوجات رؤسائنا وجمعياتهن الخيرية، اللهم إمنع تناسل لصوصنا الحكام و اشفيهم من أمراضهم النفسية وعقدهم الجنسية لأنهم مارسوا كل شذوذهم على شعبنا، اللّهم إنّا لا نهددك لكننا نخبرك لأننا عبادك الصالحون ومن دون صلاة ومن دون صوم، من دون مناسك ومن دون طقوس، نخبرك ربّنا أنّهم كفّرونا بك وبحكاياك لكننا  ربّنا عدنا إليك، مسلمين ومسيحيين، شرفاء من اللبنانيين، ليس كمثلك شيء وانت أرحم الراحمين.