الحرب على الفساد ماذا ستفعل معركة الشهرين؟ هل تحترمون عقول اللبنانيين؟
 

لقد باتت الحرب على الفساد في لبنان أضحوكة لدى الأعم الأغلب من اللبنانيين، وأكثر من ذلك فقد أصبحت أيضا محل تهكم وسخرية، ذلك أن ما يطلقه السياسيون من زعماء وأحزاب حول الحرب على هذا الفساد يتجاوز العمل الجدي والحقيقي من جهة، ويتجاهل الفاسدون الحقيقيون والمتورطون الحقيقيون بفضائح الفساد باعتبارهم من أركان الدولة ومسؤوليها ومن التركيبة الحاكمة نفسها.

 

بدأ حزب الله بإطلاق شعارات المعركة ضد الفساد، واستبشر اللبنانيون خيرًا في بداية الأمر لكن سرعان من اكتشفنا أن الأمر لا يتعدى الخطابات الإعلامية من جهة والاعتبارات السياسية من جهة ثانية إضافة إلى أهداف مبطنة تتعلق بالوضع المالي لحزب الله، فخابت الأمنيات وتكشفت الحقائق فبقيت المعركة التي أطلقها الحزب في مهدها وربما تلاشت.

 

إقرأ أيضًا: خطاب القسم في بعلبك بعد 45 عاماً

 

بالأمس أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مواقف متقدمة من الحرب على الفساد ونحن كلبنانيين نؤيد أي معركة ضد الفساد وليقودها من يريد ولكن بصدق وجدية وشفافية، إلا أن التوقيت الذي وضعه الرئيس أخذ الأمور إلى مزيد من السخرية فأي حرب على الفساد في لبنان تنتهي بشهرين في بلد يتصدر التصنيف الأول في التقييم الدولي للوائح الفساد، في بلد أصبح فيه الفساد منظمومة محكمة التركيب والتعقيد وهي أقرب إلى منظمات مافياوية يقودها الطاقم السياسي الحاكم، الطاقم الذي من المفترض أن يشرف على هذه الحرب ويقودها.

 

إقرأ ايضًا: أين المجلس الشيعي الذي أسسه ورعاه الإمام موسى الصدر؟

 

لقد بلغ العقل اللبناني سن الرشد فلم تعد تنطلي عليه هذه الفقاعات الإعلامية حول محاربة الفساد، وبات الجميع يعلم أن إطلاق هذه الحرب بفعالية وجدية هو بحاجة إلى تغيير وتعديل الكثير من الأنظمة والقوانين وإلى تغيير وإقصاء الكثير من الرؤوس، وإلى حملة تنظيف واسعة للجسم القضائي الذي نشهد يومًا بعد اليوم المزيد من فضائه وفساده.

 

يا فخامة الرئيس قليل من الاحترام لعقول اللبنانيين، لأن اللبنانيون يعرفون جيدا مواطن الفساد وأوكاره واسراره، أما ذر الرماد في العيون فلم يعد السياسة لاستقطابية الناجعة.