هل سنشهد عندنا أيضًا نزول الناس إلى الشارع لإحتضان بولا يعقوبيان وما تواجهه من إغتيال معنوي حتى نصل إلى النتيجة المرجوة؟؟!! هذا ما ندعو إليه.
 

إذا كان تعريف "المافيا" هو العصابة التي لا تبغي إلا إثراء نفسها وبكل الوسائل والطرق فهذا يعني ما نطلق عليهم تسامحًا عندنا إسم "الطبقة السياسية" هم بالحقيقة أقرب ما يكونوا إلى "المافيا".

 

وكل ما نسمعه ويعرفه اللبنانيون وخبروه على مدار عقود من الزمن إنما يؤكد هذه الحقيقة ولا شيء سواها. 

 

إن ما نعانيه في لبنان يشبه إلى حد بعيد ما كانت تعانيه جزيرة صقليا الايطالية التي أحكمت المافيا قبضتها عليه لسنوات طويلة جدًا، ومارست أبشع أنواع الفساد والسرقات واللصوصية، وسيطرت على معظم مرافىء الدولة ومقدراتها وأحكمت قضبتها على القضاء وأجهزة الرقابة فكانت تعيث الفساد من دون خوف أو وجل.

 

إقرأ أيضًا: مفتي حماس.. وكل الممانعة!!

 

كل هذا كان يجري والصقليين المساكين يعيشون تحت وطأة الخوف والرعب والفقر فكان الصمت والسكون هو سيد الموقف المخيم فوق رؤسهم، واستمر الصقلييون بإشاحة وجوههم عما يجري لهم ويدفعون أثمانه غاليًا جدًا من الفقر والعوز وسوء الاحوال هناك فيما المافيات تتنعم بخيرات البلاد والعباد.

 

استمر الواقع على هذه الحال حتى قرر واحد من المدعين العامين الشرفاء أن يقف ويقول كفى لهذا الاجرام المنظم، وقف وحيدًا في بداية الأمر واستطاع في سنوات قليلة من تدمير معظم الركائز التي تقوم عليها نشاطات المافيا معتمدًا بشكل أساسي على حقانية ما يقوم به، وثانيًا على الخلافات والتصدعات بين العائلات المافيوية أنفسهم.

 

إقرأ أيضًا: هل انتهت «الصداقة» بين باسيل والحريري؟

 

على أثر إغتيال فالكونيه نزل الصقليون إلى الشوارع منددين وصارخين في وجه المافيا، فاكتشفوا حينها أن أعدادهم تفوق كثيرًا أعداد المافيا فكان غضب الناس وإصرارهم محفزًا أول لرئيس الحكومة (جوليانو أماتو) في إقرار تشريعات "مكافحة المافيا" واتخاذ تدابير عملية كإرسال الجيش إلى صقليا وضرب رؤوس المافيا بيد من حديد.

 

الأثر العظيم الذي فعله فالكونيه ليس هو القضاء على المافيا، بل هو تحرير تحرير عقول الناس من سيطرة المافيا، فكانت النتيجة الحتمية هي القضاء عليها بعد حين.

 

ونحن في "صقلية لبنان" نكاد نكون نعيش نفس التجربة، وما تفعله بولا (حماها الله) هو مشابه تمامًا لما قام به فالكونيه يبقى هل سنشهد عندنا أيضًا نزول الناس إلى الشارع لاحتضان بولا يعقوبيان وما تواجهه من إغتيال معنوي حتى نصل إلى النتيجة المرجوة؟؟!! هذا ما ندعو إليه.