لماذا هذه النجاسة المغلظة للكلب..؟ ولا بد لنا من التطهير إذا ولج الكلب في إناء من سبع مرات إحداهنَّ بالتراب
 

تسائلت كثيراً وما زلت أسأل نفسي، لماذا هذا الظلم لحيوانٍ مخلصٍ ووفي..؟ ولماذا جعلوا الكلب نجساً مع الحكم بالإباحة لنا أن نأكل مما تصطاده كلاب الصيد..؟

فإذا جاء الكلب بالفريسة أو الطريدة إلى شيخٍ وهي ميتةٌ بين أنيابه، فلا حاجة لذبحها،فما عليه إلا الطهي مباشرة، لأن أسنان الكلب طاهرة مثل لسان الشيخ الذي يذبح طرائده البشرية والحيوانية.. الآفت ـ أنَّ الكلب هو عكس القط ـ فالكلب مشهور بالوفاء لصاحبه، فهو لا يخون لأنه حيوان، وهذا يستوي في ذلك إن كان الشيخ يعيش في صحراءٍ عربيةٍ وإسلامية... هنا سألت نفسي عندما تعلمت في الفقه الإسلامي، لماذا هذه النجاسة المغلظة للكلب..؟ ولا بد لنا من التطهير إذا ولج الكلب في إناء من سبع مرات إحداهنَّ بالتراب، مع العلم أنَّ القرآن الكريم ـ لا أدري إن كان الشيخ قرأ قصة أهل الكهف ـ لأنَّ القرآن الكريم يقول خلاف قول الشيخ، عندما صحبه أهل الكهف معهم ويتسللون لواذاً من قريتهم الظالم أهلها..! فأهل الكهف هم بشرٌ أطهارٌ، وصفهم ربهم بأنهم فِتيةٌ آمنوا بربهم فزادهم هدىً، فكيف يكون لهم هذه المرتبة من الأفضلية في الإيمان والتقوى، أن يصحبوا معهم هذا الذي يتأفَّف منه حضرة الشيخ.. مع أنَّ تاريخ العرب مشهورٌ بأنَّ أكبر قبيلة وأقواها في العصر الأموي كانت قبيلة (كلب)، التي تنتمي إلى قبائل العرب اليمنية القحطانية التي اشتهرت عندهم عادات الكرم والضيافة، فكانت من عادة الضيوف عند العرب السائرين في ليل الصحراء إذا اقتربوا من مضارب أي قبيلة، من أن يتحرشوا بالكلاب لتنبح، فيعرف أهل القبيلة العربية الوفية، أنَّ ثمة ضيوف قادمين فيتأهبون لاستقبالهم وتكريم ضيافتهم.. 

إقرا أيضا: مخمورون بكأس الله...!

 لا أدري لماذا يُصاب الشيخ بإمساكٍ عندما تناقشه بأن الكلب هو المشهور بالوفاء والإخلاص لبني البشر فضلاً عن بني كلاب..؟ ولماذا يُصاب بإسهالٍ في بطنه وبحَوَلٍ في عينيه إذا طرأت له فكرة من أنَّ الكلب مضرب الوفاء والإخلاص..؟ 

وأما  القطة يا حضرة الشيخ فهي من نصيب ناقل الأحاديث عن رسول الله (ص) ـ الملقب بأبي هريرة ـ إمام الفقه، وقد صحب رسول الله (ص) فترة وجيزة، إلاَّ أنَّ شهرته ترجع لسببن: لأنه عاش طويلاً بعد موت كبار الصحابة، ولأنه انحاز إلى الأمويين... يبقى المهم أيها الشيخ من أنَّ الصراع بين القطة والكلب يبقى صراعاً محدوداً ولا يتعرَّض لبني البشر، بخلاف الصراع بين البشر، وخصوصاً صراع الفتاوى والأحكام في الفقه بالعصور الوسطى وظلاميتها، ثم جاءت من جديد لتبعث ذلك الإفك المفترى وتنسبه إلى الإسلام وخدمة الناس، وتدعي أنها أحكام الحق وأحكام الله..!!