لا يزال الهجوم المروع على المسجدين في كرايست تشيرتش في نيوزيلندا يلقى اهتماما ملحوظا من جانب الصحف البريطانية التي ظهرت فيها أصوات تنتقد تقصير الغرب في تقديم الإسلام الصحيح، ومقترحات محددة لمكافحة التطرف اليمني التي قالت تقارير إن شركة أمازون العملاقة تستفيد ماليا من الكتب التي تنشر أفكاره.
 

كما كُشف عن "وثيقة" تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي يتأهب لسقوط رئيسة الوزراء البريطانية بسبب سياستها في معالجة أزمة البريكست. واهتمت الصحف كذلك بما يحدث داخل نادي ليفربول ورأي نجمه سادو ماني في نجوم الفريق، وبـ "إنجاز طبي" ربما يسهم في حل مشكلة ملايين الرجال في العالم. تعبر صحيفة صنداي تلغراف عن ثقتها في أن الفاشية لن تنتصر. وتقول في مقال افتتاحي إن الاعتداء على مسجدي كرايست تشيرتش تذكير بـ "شيطان الفاشية الدائم".
 واستعرضت الصحيفة ما دار، حسب التقارير، بين العجوز المسلم اللاجئ من أفعانستان داوود نبي الذي رحب بالقاتل عند باب المسجد قائلا "أهلا أخي"، وعندما فتح المعتدي النار، تلقاها الرجل المسن ذو الـ 71 عاما. 
وتقول صنداي تلغراف "هذا هو الإسلام الذي ربما نادرا جدا ما ينعكس في الثقافة الشعبية (في الغرب)، إسلام كرم الضيافة، والعطف والإحسان والتضامن والسماحة والرحمة". 
وتطالب الصحيفة أنه "من الضروري مواجهة الفاشية ليس فقط بالأمن الصارم والعمل الشرطي، ولكن أيضا بالنقاش الفكري التفصيلي، فهو ككل الأكاذيب لا يصمد أمام النقاش الدقيق. وقد هزمه العالم من قبل وسوف يفعلها مرة أخرى". 
تكشف صحيفة صنداي تايمز النقاب عن أن شركة أمازون العملاقة تجني أرباحا من بيع الكتاب التي ألفها "السفاحون القتلة" من اليمين المتطرف. وتقول الصحيفة إنها أجرت تحقيقا في الأمر واتبين أن الشركة لا تزال تبيع مطبوعات كتبها قادة يمنيون متطرفون في أمريكا مثل دايلان روف وأوروبا مثل أندريه بريفيك. 
ويقول تقرير للصحيفة، عن نتائج التحقيق، إن توزيع هذه المواد المتطرفة "أثار الانزعاج لأن برنتون تارانت المتهم الرئيسي في اعتداء نيوزيلندا قال إن اعمال بريفيك- الذي قتل 77 شخصا في عام 2011 (في النرويج)- ألهمته، فضلا عن تأثره بالإرهابيين اليمينيين". 
ونقلت الصحيفة عن سياسيين ونشطاء في حملات مناهضة لليمين المتطرف دعوتهم لأمازون بإزالة كتاب بريفيك من قائمة مبيعاتها. وحسب التقرير، فإن دميان كولينز، رئيس لجنة الرقمنة والثقافة والإعلام والرياضة في مجلس العموم البريطاني، قال " إنه لأمر غير مسؤول أن تعطى الأشخاص الذين ارتكبوا أعمال إرهابية فظيعة منصات. إن بيع مطبوعاتهم يساعد في نشر رسائلهم التي تدعو للكراهية". 
وحسب الصحيفة، فإن أمازون لم ترد على طلبها التعليق على نتائج تحقيقها. 
وفي مقال مشترك في صحيفة صنداي تايمز، اعتبرت لويز كاسي ومارك رولي، الاعتداء على المسجدين في نيوزيلندا جرس إنذار للغرب. وفي مقالهما بعنوان "جهودنا لوقف التطرف تُقوض عند كل منعطف"، قال الكاتبان إن : "هجوم كرايست تشيرتش يجب أن يكون إنذار لتنبيه الجميع في مجالات السياسة والشرطة والخدمة العامة في أنحاء العالم الغربي" ويذكر أن لويز هي مستشار الحكومة البريطانية السابقة التي كانت مكلفة بملف الاندماج. 
أما مارك فهو رئيس إدارة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية سابقا. 
وبناء على خبرتهما الواسعة في هذا المجال، يشير الكاتبان إلى أن "اللغة الخطابية التي تثير الانقسام ومناخ الكراهية يغذان التطرف والأعمال الإرهابية المروعة التي تمزق العائلات وتشق الوحدة بين الجاليات". 
وينصح الخبيران بالتمسك بالقيم الغربية في مواجهة التطرف. ويقولان " لن يهزمنا الإرهابيون طالما نرد عليهم بتأكيد قيمنا في الحرية والتسامح والديمقراطية وتوفير الملجأ الآمن ( للاجئين)". 
ونتقد المقال بشدة ما يعتبره إهمالا من جانب الحكومة وانشغالها ووسائل الإعلام بقضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عن هموم الناس. وأشار إلى "التحديات التي تواجه المجتمع وأدت لأن يشعر الناس بأنهم مهملون، وأن تجد اشكال الكراهية طريقها إلى القتل". وقالا الكاتبان "لقد نفّرنا وأثرنا غضب طبقة العمال البيضاء التي تشعر بأن لها نصيب قليل في المجتمع أو الاقتصاد". 
وعن المسلمين، قالت لويز ومارك "لقد فصلنا بدرجة كبيرة الجاليات المسلمة البريطانية التي وجدت نفسها عالقة في وظائف متدنية الدخل ورهينة لشعور بالهجوم". ويطالب المقال بمزيد من الصرامة في التعامل مع المحتوى الذي ينشر على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ويخلص إلى ضرورة ألا يُنظر إلى قضايا الاندماج والتطرف والإرهاب على أنها قضايا منعزلة عن بعضها. 
وطالب الحكومة بتوفير الموارد التي تحتاجها مفوضية مكافحة التطرف في المملكة المتحدة برئاسة سارة خان.