هل أصبح قطاع غزة منصة لتصفية الحسابات الإيرانية مع إسرائيل والإدارة الأميركية؟
 

للمرة الأولى ومنذ حوالي 5 سنوات، تعرضت تل أبيب، ليل أول من أمس الخميس، لقصف صاروخي أطلق من قطاع غزة، ردت عليه إسرائيل بتنفيذ سلسلة من الغارات استهدفت مواقع تابعة لحركة حماس.

في هذا السياق، حمّلت كل من إسرائيل والولايات المتحدة إيران مسؤولية التصعيد الذي يأتي في توقيت حساس من ناحية المفاوضات المتقدمة بين إسرائيل وحماس بشأن تحقيق هدنة مطولة، وأيضًا الإنتخابات الإسرائيلية العامة التي لم يعد يفصل عنها سوى بضعة أسابيع وتعد مفصلية في حياة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسية.

بدوره، اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طهران صراحة بالوقوف وراء الهجمات ضد إسرائيل من قطاع غزة، وقال: إن "المواطنين الإسرائيليين يتعرضون مجددًا لهجمات من قبل الإرهابيين في غزة، الذين يسلحهم ويمولهم أسيادهم في طهران"، وشدد على أن "الولايات المتحدة ستستمر في دعم حليفتها إسرائيل"، مشيرًا إلى أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن مواطنيها".

من جهة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي إنّ "من بين الأهداف موقع تصنيع كبير للصواريخ ومجمّعًا تستخدمه حماس لقيادة عملياتها في الضفة الغربية المحتلة".

في المقابل، أكد مصدر أمني في غزّة نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" أن "الطيران الإسرائيلي الحربي نفذ العشرات من الغارات العدوانية استهدفت أكثر من 40 موقعا ومبنى لفصائل المقاومة ومنزلًا في رفح ما أسفر عن إصابة مواطن وزوجته بجروح خطرة"، كما أصيبت مواقع تابعة للشرطة البحرية في حماس.

من جهته، قال رئيس بلدية تلّ أبيب رون هولداي: "يبدو أنّ أحد الصاروخين سقط في البحر، وسقط الآخر في مكان ما، ولكن ليس في تل أبيب".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن "الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، والتي لم تتبنى أي من الفصائل المسؤولية عنها، هي من نوع فجر 5، يصل مداه إلى 75 كلم، وهذا النوع من الصواريخ استنسخته إيران عن صاروخ صيني يحمل اسم وي.أس 1 كانت اشترته في ثمانينات القرن الماضي وقامت بإنتاجه محليًا ابتداء من عام 1992".

كما يرى محللون أن "العديد من الأسباب التي تدعم فرضية وقوف إيران خلف هذا التصعيد، ذلك أن الفصائل الفلسطينية التي تسعى للتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل، ليس من صالحها الصدام حاليا مع حكومة نتنياهو، في المقابل فإن إيران التي تواجه ضغوطًا متزايدة من صالحها الإقدام على هذه الخطوة لإيصال جملة من الرسائل للمعنيين وفي مقدمتهم إسرائيل بأنها قادرة من خلال أذرعها على ضرب العمق الإسرائيلي".

يذكر، أنه سبق التصعيد الصاروخي تصعيد كلامي لمسؤولين إيرانيين، آخرهم وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، حينما قال إن "بلاده سترد بحزم إذا تحركت البحرية الإسرائيلية ضد مبيعاتها من النفط"، والتي جاءت ردًا على كلام لرئيس الوزراء الإسرائيلي هدد فيه بأن بلاده قد تتحرك ضد تهريب النفط الإيراني رغم العقوبات الأميركية.

ويذكر أيضًا، أن "إيران تدعم فصائل فلسطينية وعلى رأسها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، والجهاد الإسلامي، ويرى مراقبون أن انخراط الفصائل الفلسطينية في خدمة المشاريع الإيرانية من شأنه أن يضعف القضية الفلسطينية ويعطي إسرائيل مبررات لضرب القطاع ويبقى المتضرر الوحيد، هم المدنيون".