عندما تحبّ المرأة في مراحلها العمرية الأولى، يكون حبّها ناتجًا عن مشاعر متحرّكة، لإشباع رغباتها، وللوصول إلى السعادة العاطفية، واللّذة الوجدانية بداخلها، وبالتّالي، لا تحتاج للوقوف مع النّفس، لمراجعة حقيقة تلك المشاعر.
 
خصوصًا، إذا كانت تلك التجربة، كما يقول الاختصاصيّ النفسيّ، باسم التُّهامي، قد حدثتْ معها للمرّة الأولى، ولم تكن لديها القدرة على التحكّم في مسيرة الأمور، ومدى تطوّر تلك العلاقة، نتيجة مدّتها الزمنية القصيرة، ودون التأنّي، والحرص في شكل ذلك الحبّ.
 
تأثير الحبّ الأوّل
على الأغلب، من وجهة نظر التّهامي، عندما تتعلّق المرأة برجل ما في مقتبل عمرها، تكون ذاكرتها مرتبطة به بحسب متطلّباتها، وما تريده من تلك العلاقة، سواءً كانت الرغبة، أو إشباع الاحتياج للأمان النفسيّ والعاطفيّ، أو كنوع من سدّ حاجتها، بصرف النّظر عمّا تقدّمه من تنازلات، أو تضحيات تُشبع ما بداخلها.
 
ونظرًا لعدم اكتمال نموّها النفسيّ، فإنّ الاندفاعية، وعدم اتّخاذ القرارات السليمة، هي من تحرّك تلك المشاعر، فيرتبط بذاكرتها تلك العلاقة التي سرعان ما تبدأ، وسرعان ما تنتهي، بحسب تعبيره.
 
وبالتّالي، يترتب على تلك العلاقة السريعة أذى نفسيًا، وصدمة، أو كُره نحو ذلك الرّجل، لكونها هي التي توجّهتْ إليه بمشاعرها المخلصة، أملاً في تلقّي المشاعر ذاتها منه، كما يقول.
 
البدء مع الحبّ الجديد
ما على المرأة فعله على الجانب الآخر، أنْ تحبّ من سيظهر في حياتها، لتعيش معه كلّ لحظة، وكلّ موقف، والتوقّف عن البكاء على الأطلال الذي يُفقدها الاستمتاع بالرّجل الجديد. ولتكون على الأقلّ، قادرة على تبادل الحبّ والمشاعر الدافئة الحنونة معه، وتلبية طلباته، بدلاً من التقوقع حول نفسها، والتفكير بما حدث معها في السّابق.
 
لذلك، دعاها التُّهامي للعيش بالطريقة التي تستحقّها، وتُشعرها بالأمان، لا سيما أنّ الأمر بنهاية المطاف يحتاج للمقاومة والتغيير، لا للاستسلام والعيش في سجن الأحداث والمواقف، محذّراً إيّاها من الخوض في كلّ ما مضى، كي لا تفقد الاستمتاع بما حولها، وما تطلبه حياتها مع الحبّ الجديد.