شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، قصفًا عنيفًا على منشآت لِحماس في قطاع غزّة، ليلة الجمعة، بعد ساعات من إطلاق صاروخين من القطاع على تل أبيب، في أوّل هجوم من نوعه منذ حرب عام 2014.
 
لاشكّ أنّ إسرائيل صُعِقَت بهذه الحادثة الأمنيّة، لترى أنّها مُرغمة بالردّ، في ظلّ أكثر من سياق سياسي.
 
 وتزامنت هذه الحادثة مع المفاوضات التي يجريها الوفد المصري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأيضاً في ذروة الحملة الإنتخابيّة الإسرائيلية، في الوقت التي إرتفعت فيه  لهجة التهديدات الإسرائيليّة التي تزايدت في الأيّام والأسابيع الماضية ضدّ قطاع غزة، ومضمونها أنّ إسرائيل تتجه نحو عدوان واسع، بعد نشرها منظومة القبة الحديدية في محيط تل أبيب في شهر كانون الثاني الماضي.
 
وقد أصيب أحد المواطنين وزوجته الحامل بجراح مختلفة جراء إستهداف منزلهما بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وفق ما كشفت وزارة الصحّة الفلسطينيّة.
 
وترتبط موجة التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، بالضغوطات الداخليّة التي تواجهها الحركة في القطاع، والمتعلّقة بالتظاهرات ضدّ الغلاء.
 
وجاء الردّ الإسرائيلي عنيفًا وبشكل غير متناسب، نظرًا لرغبة المستوى السياسي في الإمتناع عن شنّ حرب واسعة وعمليّات بريّة بالتزامن من الحملات الإنتخابيّة.
 
 
الصحافة الإسرائيليّة:
 
وأوضحت الصحف العبريّة، صباح يوم الجمعة، أنّ الصاروخين اللّذين أطلقا من قطاع غزّة لناحية تل أبيب، هما صاروخان إيرانيّان تمّ تركيبهما داخل القطاع من جانب خبراء فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني.
 
في السياق عينه، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة، أنّ الغارات التي أطلقها سلاح الجوّ الإسرائيلي إستهدفت مواقع لبناء طائرات من دون طيّار جنوبي القطاع، موضّحةً أنّ تلك الطائرات كانت ستستخدم عوضًا عن سلاح الأنفاق، وأنّه باستطاعتها  التصوير وشنّ الهجمات، وكان من الصعب إعتراضها في حال أطلقتها حماس داخل إسرائيل.
 
وفي حديثٍ مع صحيفة "معاريف"، رجّح قائد الجبهة الجنوبيّة في الجيش الإسرائيلي سابقًا، الجنرال طال روسو، إلى أن الأوضاع قد تتدهور، إن لم يكن هذا الأسبوع، فربما الأسبوع المقبل، موضّحًا أنّ هناك ضغوطًات، وحماس تفقد السيطرة الكاملة على ما يدور في غزة.
 
طُرِحَت علامات إستفهام عديدة حول أسباب قيام الحركة بهذه الخطوة، رغم نفي الأخيرة بذلك.
 
تعود الأسباب المُحتملة أولًا، إلى التظاهرات التي يشهدها القطاع بسبب الأوضاع الإقتصاديّة، واستخدام الحركة للقوّة المُفرطة ضدّ المتظاهرين، حيث تخشى قيادة حماس من تطوّرات الوضع الداخلي في غزّة.
 
ثانيًا، التسوية التي تُدار بمعرفة القاهرة، حيث تطلبُ حماس في قائمة المطالب 30 مليون دولار شهريًّا للحركة، والعديد من المطالب الأخرى، فيما تشترط إسرائيل ذلك بوقف جميع صور التظاهرات عند السياج الحدودي.
 
واعتُبر قصف تل أبيب مُفاجئاً بالنسبة لإسرائيل، وتغييراً لقواعد الإشتباك التي جرت بين حماس والجيش الإسرائيلي طوال السنوات الأربع الماضية، وهو ما دفع الفصائل الفلسطينيّة إلى نفي علاقتها بالقصف.