السؤال الأكبر هو هل هذا الموقف يؤدي إلى تفجير الحكومة بعد تعذر الاستقالة الآن
 

بالوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة سعد الحريري يلقي كلمته في بروكسل، كان جبران باسيل يطلق النار على المؤتمر وعلى "صديقه" بشكل شبه متزامن، مما أعاد إلى الذاكرة لحظة دخول الحريري إلى البيت الأبيض فيما كان باسيل يومها يعلن إستقالة الوزراء الشيعة ووزراء التيار الوطني الحر وإسقاط الحكومة.

 

والمفارقة هنا، أن التيار الوطني الحر نفسه كان قد خاض معركة سياسية شرسة للمطالبة بمشاركة وزير اللاجئين وضمه إلى الوفد الرسمي المشارك بنفس المؤتمر الذي وصفه باسيل بأنه يهدف إلى توطين اللاجئين! وأصطدم هذا الاصرار من قبل التيار بإصرار لم نعهده من الحريري في الفترات الأخيرة بالرفض والحسم مما حال دون مشاركة الوزير.

 

إقرأ أيضًا: بين أموال حماس وأموال حزب الله

 

ولم يكتف جبران بكلمته في العشاء السنوي للتيار، بإطلاق نيران غضبه على هذا الملف بل ذهب للتذكير بكتاب الإبراء المستحيل وإخراجه مرة جديدة من براد التسوية الرئاسية مدعيًا أنه أصبح بمثابة القانون ليدخل من خلاله معركة غب الطلب بـ "محاربة الفساد" من باب الـ 11 مليار كمؤشر واضح للإصطفاف إلى جانب حليفه حزب الله.

 

الجدير بالذكر أن هذا التموضع الجديد القديم للتيار يأتي عشية زيارة الوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت، وبعيد عودة الحريري من السعودية مما يشير أن تصعيدًا ما يلوح في الأجواء والمطلوب من كل طرف تحديد موقعه وبالتالي حسم خياراته والحلف المنتمي إليه. 

 

إقرأ أيضًا: رسالة الى وزيرة الداخلية ريا الحسن: ماذا عن حواجز الجنوب؟

 

وعليه تكون كلمة جبران باسيل بالأمس ليست هي مجرد ردة فعل ولا هي محض امتعاض على سلوك الصديق بل هي إعلان واضح وصريح على خيار كبير أخذه باسيل للارتماء في الحضن الإيراني والقول للحريري بما لا مجال معه للتأويل أنّ "صداقتنا" انتهت ولك محورك ولي محوري. 

 

السؤال الأكبر هو هل هذا الموقف يؤدي إلى تفجير الحكومة بعد تعذر الاستقالة الآن وحتى يحسم حزب الله حجم المواجة المرتقبة وتأجيل فرطها إلى ما بعد الزيارة الاميركية ليبنى على الشىء مقتضاه... وعلى كلا التقديرات فإن "الصداقة" صارت في خبر كان.