فضائح البيئية تابع.. غاز سام في هواء لبنان يهدد حياة أطفالنا وحياتنا.. إليكم التفاصيل
 
لا يكاد يمر يوم في لبنان إلّا وتتفجّر فضيحة من العيار الثقيل تهز البلاد لساعات عدة، لتأتي بعدها فضيحة أخرى تغطي على سابقاتها، مما يعكس ثقافة الفوضى والفساد التي باتت مستشرية في السنوات الماضية.
من تلوّث نهر الليطاني وبحيرة القرعون، إلى النفايات المنتشرة في أكثر من مكب عشوائي، مرورًا بارتفاع نسب التلوّث في مياه البحر، وصولًا إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد النيتروجين الخطير.
في التفاصيل، في 12 آذار نشر البرفسور المساعد ومدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في جامعة البلمند جورج متري صورةً على صفحته الشخصية "فيسبوك"، وعلّق عليها بالقول: "صدرت اليوم خريطة مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في الشرق الأوسط! 
استنادًا إلى القياسات التي جمعتها مهمة كوبرنيكس بين أبريل وأيلول عام 2018، تظهر هذه الصورة الفرعية مستويات عالية من ثاني أكسيد النيتروجين فوق لبنان.
مقارنة بسيطة بين مساحة المنطقة الملوثة فوق لبنان بمساحة التلوث فوق القاهرة (التي تضم 20 مليون نسمة) تدل على أشياء خطيرة جدًا.
ثاني أكسيد النيتروجين يلوث الهواء بشكل رئيسي نتيجة لحركة المرور واحتراق الوقود الأحفوري في العمليات الصناعية، له تأثير كبير على صحة الإنسان!".
فما هو غاز ثاني أكسيد النيتروجين؟ وما هي أضراره الصحية؟
غاز ثاني أكسيد النيتروجين (NO2)
هو غاز سام وضار، وأحد ملوثات الهواء، وواحد من أكاسيد النيتروجين العديدة.
وفي حالته الطبيعية يكون لونه بني - محمر له رائحة نفاذة حادة، ويُعد من أهم ملوثات الهواء وأكثرها شيوعًا، ويسبب التسمم عند استنشاقه.
وتنتج غازات أكسيد النيتروجين كمنتجات ثانوية غير مرغوب فيها في محركات احتراق السيارات، خاصة في محركات الديزل، وأيضًا من عملية حرق الفحم والنفط والغاز والخشب والنفايات.
أضراره الصحية
إن لغاز ثاني أكسيد النيتروجين آثار عديدة على صحة اللبنانيين، أبرزها: 
- تُسبب تلوث الهواء الجوي لأن بعضها سام.
- البعض منها يُشارك في التفاعلات الضوئية التي تحدث في الهواء الجوي مما يُسبب تكون الضباب وانعدام الرؤية الأفقية.
- تُسبب حدوث ثقب في طبقة الأوزون، والتسبب بوصول أشعة الشمس الضارة إلى الأرض بكميات أكبر، والجدير بالذكر أن أكاسيد النيتروجين الناتجة عن الأنشطة البشرية هي الأكثر ضررًا على البيئة من أكاسيد النيتروجين الناتجة بشكلٍ طبيعي.
- يُسبب استنشاق بعضها إلى حدوث أضرار كبيرة في الرئتين وحدوث اختناق وعدم القدرة على التنفس، كما أن بعضها يؤثر على الأغشية المخاطية في الأنف وعلى العينين.
- تُسبب حدوث ظاهرة الأمطار الحمضية التي تُسبب تأثيرات سلبية كبيرة على البيئة.
- تسبب حدوث نوبات من التحسس والتسمم خصوصًا إذا زاد تركيز البعض منها في الهواء الجوي وقد تؤدي إلى الوفاة.
والجدير ذكره هنا، أنّ "منظمة الصحة العالمية نشرت تقريرًا حذّرت فيه من آثار ثاني أكسيد النيتروجين، إذ أوضحت أنّه يتسبب بالإصابة بالربو وبأمراض رئوية وقلبية، وعندما تتجاوز تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين القصيرة الأجل 200 مكروغرام/م3، فهو يؤدي وظيفة الغاز السام الذي يسبّب التهابًا حادًا في المسالك الهوائية، وفي السياق كشفت الدراسات الوبائية أنّ أعراض التهاب القصبات الهوائية تزداد لدى الأطفال المصابين بالربو جرّاء تعرّضهم لثاني أوكسيد النيتروجين على المدى الطويل".
إذًا، بعد إنتشار هذه الفضيحة البيئية على مواقع التواصل الإجتماعي، أين يكمن دور وزارة البيئة؟!