هل تمهد عودة ريفي والسنيورة إلى المستقبل إلى زعزعة التسوية الرئاسية؟
 

أولا ً: المصالحة الاستثنائية...

شكلت بالأمس جلسة المصالحة بين الرئيس سعد الحريري ووزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي حدثاً إستثنائياً في الحياة السياسية اللبنانية، فقد جاءت بعد عودة الرئيس سعد الحريري من المملكة العربية السعودية، واثقاً من خطواته بعد مقابلة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعكسَ ذلك تصريحه الحازم في القصر الجمهوري بالأمس: "أنا رئيس الوزراء وأنا من ينطق باسم الحكومة، وتعقب الحملة السياسية التي تعرض لها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، وتركيز اتهامات الفساد على شخصه أولاً وتيار المستقبل تاليا، وجاءت أيضأ في سياق الاستعدادات للمعركة الانتخابية المفردة في مدينة طرابلس، معقل اللواء ريفي".

إقرأ أيضًا: الرئيس ميقاتي.. إذا ابتُليتم بالمعاصي فاستتروا

ثانياً: الارتدادات السياسية...

ممّا لا شكّ فيه أنّ هذه المصالحة بين الرئيس سعد الحريري واللواء ريفي ستشهد في الأيام القادمة ارتدادات سياسية قد يُلامس بعضها حدود الخطر، فمنذ استقالة ريفي من حكومة الرئيس تمام سلام قبل أكثر من ثلاث سنوات، دأب على حمل خطاب مناهض للهيمنة الأجنبية الإيرانية على لبنان والتي ينفذها  حزب الله، حسب رؤية ريفي الخاصة به، في حين يميل الرئيس سعد الحريري إلى سياسة مهادنة غير معلنة مع الحزب، وممّا لا شكّ فيه أنّ اللواء ريفي لن يتراجع  بسرعة عن وتيرة مناهضته لما يعتبره "هيمنة" شبه كاملة لحزب الله اللبناني على مختلف مناحي الحياة السياسية والأمنية في البلاد.

 لذا ستكون  علاقة الرئيس سعد الحريري ومعه تيار المستقبل مع حزب الله هي الميدان الرئيسي الذي سيشهد اختبار متانة  المصالحة بين الرئيس سعد الحريري واللواء ريفي.

الارتداد الثاني المُرشّح للتسجيل ربما سيُصيب التسوية الرئاسية، فاللواء ريفي كان (وما يزال) من أشدّ المعترضين على التسوية الرئاسية التي جاءت بالجنرال عون رئيساًً للجمهورية. وذلك لارتباطها العضوي-حسب رؤية ريفي - مع مصالح حزب الله في الهيمنة على الساحة اللبنانية، والمعروف أنّ الرئيس سعد الحريري يحرص دائماً على تأكيد دعمه للتسوية واعتبارها المنفذ الوحيد لبقاء الرئيس سعد الحريري في قلب السلطة التنفيذية. 

وهذا ما قد يًعجل بتفجير المصالحة وتبديدها. 

إقرأ أيضًا: سماحة السيد..ما لك من ملاذ سوى حضن الدولة

أمّا الارتداد الأخير فهو ربما يحدث داخل تيار المستقبل، وسيتأرجح بين الجانب الإيجابي بعودة قطبين فاعلين إلى صفوف التيار (ريفي والسنيورة)، ممّا يعطيه دماً إضافياً، بعد إصابته بحالة من الهزال والضياع السياسي، وبين الجانب السلبي، الذي قد يًخلّف صراعاتٍ داخلية كان الرئيس سعد الحريري يعتقد أنّه بمنأىً عنها بمجرد إبعاد من لا يلتزم برؤيته السياسية، فإذا به يضطر إلى إعادة احتضان من جهد بنفسه على إبعاده عن دائرة الضوء السياسية. 

قال الشاعر:

وإنّ فتى الفتيان من راح أو غدا 

لضُرّ عدوٍّ أو لنفع صديقِ.