المجلس الشيعي، المجلس الذي يهين طائفته
 

المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المؤسسة الرسمية الوحيدة الراعية لشؤون الطائفة الشيعية في لبنان، أسسها الإمام السيد موسى الصدر لتكون العين الساهرة على شؤون الطائفة في لبنان سياسيًا وإجتماعيًا، وقد أكد  الإمام الصدر على ذلك في حركته ومسيرته الإصلاحية والإجتماعية فأسس لهذا الكيان على خلفية ما تعانية الطائفة إنمائيًا ومعيشيًا، وانطلقت حركته من أكثر المناطق حرمانًا وهي البقاع.

 

اليوم وبعد مرور عقود على تأسيس المجلس نشهد المزيد من الإنهيار والإنحدار لهذه المؤسسة بعدما تُركت الأمانة لمن يعبث بها كما يشاء دون رادع أو رقيب، فأصبحت المؤسسة في قبضة الحزبية السياسية، ولم تعد سوى أداة تستخدم عند الحاجة وحسب الظروف، فخرجت عن أهدافها الحقيقية، بل وأكثر من ذلك أصبحت بلا معناها والأسوأ أنها في الشارع الشيعي مدعاة للإنتقادات الدائمة بل وحتى للسخرية والتهكم في مواطن كثيرة لما شاب هذه المؤسسة من روائح الفساد والسمسرات والصفقات على حساب مساكين الطائفة وفقرائها.

 

إقرأ أيضًا: الشيخ قبلان قام بالتفريط بالعشرات من العقارات الوقفيّة

 

 

كل ذلك أمام أعين المؤتمنين أو ربما الأوصياء أعني بذلك حركة أمل وحزب الله ولعل من المصلحة الحزبية لكلا الطرفين أن يبقى المجلس الشيعي ضعيفًا هزيلًا، بل بلا قيمته في زمن الرهان على العمل الحزبي والمصالح المشتركة، ففقد المجلس هوية موسى الصدر، كما فقد رمزيته وهيبته داخل الطائفة وأصبح رئيس المجلس الحالي الشيخ عبد الأمير قبلان مجرد صورة للإستغلال من الأتباع والحواشي وبعلمه وبرضاه فظهرت روائح الفساد أكثر وأصبح التورط في الفساد داخل المجلس على كل لسان داخل الطائفة وخارجها، ما يشكل إهانة لطائفة بكاملها وأمام الأوصياء أيضًا  ممن يدعون الحرص على الطائفة، وهم أمام كل ما يحصل لا يرف لهم جفن، ولماذا يكون المجلس في الأولويات طالما الأمور بذلك لصالحهم.

 

إقرأ أيضًا: حزب الله يرفع السقف: رفع الضغوط السياسية والمالية وإلّا .. فؤاد السنيورة

 

 

إن فضيحة بيع المسجد في أنصار وما نشر بالامس حول قضية من قضايا الارث يؤكد أننا لم نعد أمام مجلس يرعى شؤون الطائفة ويسهر عليها بل أننا أمام مجلس ضد الطائفة، وأمام مجلس يهين الطائفة بل ويسخر منها، ولا يهمه سوى الصفقات والسمسرات والإرث وتجارة العقارات.

 

ولا ندري ونحن نقول هذا الكلام من المسؤول ولكنها كلمة في زمن الحرب المعلنة على الفساد من يحارب من؟ أليس في مجلسنا الشيعي والذي يمثل الطائفة ما يستدعي الإصلاح؟

 

أليس من المعيب بحق كل الشيعة في لبنان أن يصل المجلس الشيعي إلى هذا الحد من الإنهيار؟؟