تؤشر الحملة التي قادها فريق التطبيع مع النظام السوري، رداً على استبعاد وزير النازحين صالح الغريب عن الوفد اللبناني الذي سيشارك في مؤتمر بروكسيل3 للنازحين، إلى ما ينتظر حكومة الرئيس سعد الحريري من مطبات وعوائق، في ظل إصرار بعض المكونات الوزارية على الدفع باتجاه إعادة التواصل مع دمشق من بوابة النازحين، وهو الأمر الذي سيترك تداعياته على الحكومة، في ظل وجود وجهات نظر مختلفة جذرياً من هذا الموضوع الذي لا يزال نقطة خلاف حقيقية بين اللبنانيين.
 
ويبدو من خلال المعطيات المتوافرة أن هناك فريقاً داخل الحكومة ليس مبالياً بموقف الرئيس الحريري من الموضوع السوري، لا بل أنه أكثر إصراراً من أي وقت مضى على فتح القنوات مجدداً مع نظام بشار الأسد، انطلاقاً من ادعائه بأن حل أزمة النازحين يتطلب التواصل مع دمشق، وبالتالي لا بد من إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين وفتح صفحة جديدة تساعد لبنان على التخلص من أعباء هؤلاء النازحين.
 
ويرى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشه أن حلفاء النظام السوري يحاولون الضغط على الحكومة والقوى السيادية باتجاه التطبيع مع النظام السوري، وهو الأمر الذي قد يؤثر على أداء الحكومة، لأن النظام السوري لا يهمه الاستقرار في لبنان وليس حريصاً على نجاح الحكومة في مهمتها، لكن ينبغي على الحكومة أن تقوم بدورها من منظار المصلحة الوطنية ولا تتأثر بالضغوطات من أي جهة أتت.
وفيما تبدو «القوات اللبنانية» ومعها «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، على نفس الموجة من الملف السوري، يشدد قاطيشا على أن «وزراء القوات يشكلون رأس حربة في مواجهة الضغوطات السورية، ولذلك فإن كل ما يصدر عن نظام الأسد وجماعته في لبنان نقف ضده، لأننا نعرف أن هذا النظام لا يريد مصلحة اللبنانيين»، معتبراً في الوقت نفسه، أن «وزراء القوات مستمرون في الحملة على الفساد، لأننا نعتبر أنها الفرصة الأخيرة المتوفرة أمام الحكومة للقيام بما هو مطلوب منها، في ظل الدعم العربي والدولي لمعركتها ضد الفساد، ولذلك فإننا ندعم الحكومة في خطواتها الإصلاحية من أجل إنقاذ لبنان».
 
ويؤكد، أن «القوات ليست مع الأقوال بل مع الأفعال والممارسات»، غامزاً من قناة «حزب الله»، ويقول:«وزراؤنا نفتخر بهم ولكن من يريد أن يفتح ملف الفساد فليبدأ من مطلع التسعينيات وسنقف إلى جانبه، لا أن تكون الحرب على الفساد موجهة باتجاه فريق محدد». وأضاف : «هناك فريق يتحمل مسؤولية كبيرة في ما يحصل على المعابر، وبالتالي من يريد أن يفتح ملف الفساد عليه أن يكون نظيفاً أساساً كل هذه المرحلة».
 
وينظر نائب «القوات»  بارتياح شديد إلى اللقاء الذي جمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز برئيس الحكومة سعد الحريري بالرياض، أمس،«فالملك السعودي هو الداعم للدولة اللبنانية وللرئيس الحريري ولقوى الرابع عشر من آذار، وهذا اللقاء يأتي بعد إعلان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري عن قرار رفع الحظر، وهذا يشكل أكبر دعم مالي للبنان، باعتبار أن المملكة تشكل الراعي للاستقرار المالي والاقتصادي لبلدنا»، مشدداً على أن «وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو يريد من زيارته لبنان توجيه رسالة دعم للبنان، وفي الوقت رسالة تشدد باتجاه قوى الممانعة، بأن لا تغامر بأخذ لبنان إلى غير مكانه الطبيعي بين أشقائه العرب».