اجتمعت في سورية التيَارات الاسلامية على اختلاف صيغها، زوداً عن المعارضة والنظام ،وتحت سيل من التبريرات السياسية والمذهبية والطائفية ، التماساً منهم لمشروعية القتل، والدفاع عن أمكنة ونظام وشعب. فغادر الثوَار ثغورهم في أفغانستان وباكستان والشيشان، وولوَا المجاهدون وجوههم شطر الشام ، لنيل احدى الشهادتين ، وللوصول باكراً الى جنة عرضها السموات والأرض أعدَت لخير أمَة .

لا توجد قضية عربية أو اسلامية يمكن من خلالها التسابق الى الفوز برضوان الله، فاندفعت تيَارات الله الى سورية لتجاهد الرافضين والماكثين والماكرين ، وتلك الفئة الضَالة من أهل الايمان . ربما فلسطين بيعت للشيطان ، وكره الراكضون خلفها سباق الريح، وماعادت تغري وتثري، وتبيَن لأهل اللحى دسامة الفتنة فأوغلوا فيها من جديد ،وابتعدوا عن خنادق لم تعد تلبي طموحات تتجاوز الجنَة ونعمة الثورة ،وباتوا حُصَاد بيادر من ذهب.

سورية بحاجة الى التغيير، ولكن لابفأس يقطع الرؤوس باسم الرسول، ولا بشهادة شهداء يشيعهم الله جماعات وجماعات ، وتحملهم أمصار لااله الاَ الله على أكتاف الطوائف والمذاهب الى حيث تتولَد من جديد رغبات الموت ثأراً لله من الله .

ايران لاتسمح باسقاط نظام الأسد ، وتدفع بقوَة لتثبيته من ثورة تدعمها السعودية وقطر وتركيا ودول أخرى لن تسمح ببقاء الأسد في عرين تداعت فيه الفرائس للخروج من فكيَه .اذاً سورية أمام "لا" ايرانية و"لن " عربية واقليمية وأوروبية لذا استوت سفينة السلفيين من كلَ المذاهب على الجودي السوري ، وباتت الحرب حرباً تراها ايران ضدَ القاعدة بارهابها المتعدَد الألوان، وتراها الدول العربية والاسلامية حرباً ضدَ التمدَد الفارسي الصفوي، وبذلك وضعوا سورية أمام خياريَ الولاية والامارة .

المعارضة السورية تدَعي وجود الحرس الثوري وحزب الله على الجبهات في سورية، لابقاء النظام في عهدة ولاية الفقيه . والنظام السوري يدَعي وجود قواعدين لتحويل النظام في سورية الى امارة سلفية أو الى خلافة اخوانية امتداداً لنتائج الربيع العربي الذي أفضى الى أخونة السلطوية العربية .

هكذا توصَف سورية على ضؤ أزمتها السياسية وتصدَعاتها الطائفية، وهكذا تسيل دماء سورية وعربية واسلامية مابين جبهات السلطة والمعارضة كرامة لله ونيلاً للرضوان بالجنة والفرح بالنصر .

هكذا ولد من جديد تاريخ الفتنة بين المسلمين وانتشر الشرَ المستطير بين سُنة وشيعة انئخاذاً بسلطة مُقدَسة قسَمت الأمة الاسلامية آنذاك الى ملل ونحل ،وهي مدعوة اليوم الى استكمال بعض ماتبقى مما لم تنجزه الفتنة الأولى .