أثار طلب المفتي الشيخ عبّاس زغيب، من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برفع دعوى قضائيّة بحقّ النائب جميل السيّد، زوبعة في الأوساط الشيعيّة، التي لا تزالُ حتى الساعة إرتداداتها متواصلة، لاسيّما وأنّ السيّد لم يتجاوب مع هذه الدعوات المتعدّدة التي تمّ توجيهها له لِوقف إستيلائه على أموال وقف مقام النبي أيلا، في الكرك.
 
وكان لـِ موقع لبنان الجديد، مُقابلة خاصّة مع الشيخ زغيب، بعد كلامه الواضح والصريح بضرورة المسائلة والمحاسبة في هذا الشأن خصوصًا أنّه طالب أيضًا المعنيين عن الكتلة النيابيّة التي ينتمي إليها السيّد بأنّ تعلّمه بأنّ أموال الوقف هو أمانة يجبُ عليه الإفراج عنها لتتمّ الإستفادة المرجوة منها.
 
وقال الشيخ عبّاس زغيب:"هناك بادرة إيجيابيّة قام بها النائب جميل السيّد وهو إبدائه موضوع التعاون ونحنُ عبركم نقول المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مفتوحةٌ أبوابه ورئيس المجلس موجود، لذا يُمكنُهُ أن يجتمع به وهذا الموضوع يتمّ حلّه في الأطر الصحيحة، كما نؤكّد أنّ أموال الوقف يجبُ أن تعودُ إلى  المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وهو المؤسّسة الشرعيّة والقانونيّة التي من خلالها يتمُّ تحديد كيفيّة صرف هذه الأموال".
 
 
وتابع:"وهُنا نريد أن نقول أنّ أموال الوقف لا يُمكنُ أن نصرفها على عوائل الشهداء أو في أيّ مكان، ليس فقط في خصوص مقام النبي إن كان مقام السيّدة خولة إلى غيره من المقامات الموجودة في لبنان، فلا بُدَّ أن يكون هُناك صيغة معيّنة  أو لجنة تحت إشراف  رئيس مجلس الإسلامي الشيعي الأعلى  وهذا ما ينصُّ عليه القانون اللّبنانيّ وهو الموقف الشرعي أن يكون هُناك لجنة  مُختصّة بالمقام ، فاللّجان الموجودة في القرى  لا علاقة لها بالمقامات حتى وإن كانت تلك المقامات ضمن نطاق القرية  أو المدينة فالمقام يجبُ أن يكون له جهة مُختصّة به تحت إشراف رئيس مجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وهذا هو القانون لذلك ندعو جميل السيّد  أن يتفضّل إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لكي نجلسُ ويتمّ العمل على الإستفادة من هذه الأموال الموجودة".
 
وشرح الشيخ عبّاس زغيب:"إنطلاقًا من هذه نقول له أنّ أموال الوقف لا بُدّ أن تأتي إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لكي يتمّ صرفها بالطريقة الصحيحة التي يتمّ رعيها للوقف ويستفيد منها الفقراء، نحنُ لا نتّهم أحدًا ونقول كما يقول الإمام علي(ع) الله الله في نظم أمرك، هناك مؤسّسة تُعنى بهذه الأمور و يجبُ أن يكون كلّ شيء تحت رعايتها وإشرافها وإلاّ إذا كان هناك من يُريد أن يُغنّي على ليلاه وأن ننسف المؤسّسات هذا عمل لا أظنّ أن أحد يقبلُ به وكلّ الأطراف الشيعيّة والهدف هُنا تصويب ودراسة بصرف الأموال تحت إشراف لجنة يختارها المجلس لذلك هذه اللّجنة يُمكنُها توصيف المصلحة من خلالها تُصرَف الأموال بالشكل الصحّ في كافّة المقامات على الأراضي اللّبنانيّة".
 
في الختام، يقول الإمام علي بن أبي طالب(ع): أما بعد فقد بلغني عنك أمر إن كنت فعلته فقد أسخطت ربّك وعصيت إمامك وأخزيت أمانتك بلّغني انّك جرّدت الأرض فاخذت ما تحت قدميك وأكلت ما تحت يديك فارفع إليّ حسابك واعلم أنّ حساب الله أعظم من حساب الناس والسلام.