هل يستطيع العراق التوسط بين أميركا وإيران وهل ستخترق زيارة الرئيس روحاني للعراق العقوبات الاميركية؟
 

الرئيس الإيراني حسن روحاني يزور العراق اليوم بعد مضي ستة أعوام على زيارته الأولى. 


وتأتي هذه الزيارة لبحث العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والإقليمية. 


إن ما يهم إيران اليوم فيما يتعلق بالعلاقات مع العراق قبل كل شيء هو تحويل العراق إلى جسر لتدوير العقوبا الأميركية، لما لهذا الدور أهمية مصيرية حيث أن رئيس الوزراء العراقي السابق خسر مستقبله السياسي نتيجة اتخاذ موقف منحاز إلى الولايات المتحدة حيث أعلن انه سيلتزم بالعقوبات الأميركية ضد إيران حرصا على مصالح بلاده بالرغم من أنه لا يوافق على تلك العقوبات. 

 

تلك التصريحات أثارت استياء الجمهورية الإسلامية ودفعتها إلى استخدام ثقلها في العراق لإبادة حظوظ العبادي في معركة انتخاب رئيس الوزراء الجديد. 
وهكذا دعمت إيران عادل عبد المهدي لأنه يعرف الجميل الذي مارستها إيران في القضاء على داعش ويعرف حق الجوار.

 تطرق الرئيس روحاني الاسبوع الماضي مسهبا إلى الدور الذي أدته إيران في العراق في السنوات الأخيرة وأن إيران هي التي حالت دون سقوط العاصمة العراقية وعاصمة كردستان مما يعني أن إيران تتوقع في المقابل أن يؤدي العراق دور صديق وفي في فترة الضيق.

وفعلا دبر عبد المهدي حلا ناجحا للتبادل المالي مع طهران حيث استبدل الدولار الأميركي بالدينار العراقي واليورو تجنبا للعقوبات الأميركية التي يرتبها ترامب على جميع الدول التي تستخدم العملة الأميركية في التبادل التجاري والمالي مع طهران وتجنبا من نقمة الجمهورية الإسلامية. 

فضلا عن أن هناك دواع أخرى تشجع أو تدفع العراق إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إيران ومنها حاجته إلى الطاقة والغاز الإيرانيين والعمل في الحقول النفطية المشتركة وشط العرب، ولكن هناك مواضيع تثير قلق الإيرانيين ومنها عدم تأكيد النظام العراقي الجديد على معاهدة 1975 بين البلدين بعد أن مزقها الرئيس العراقي السابق المعدوم صدام حسين قبيل شنه الحرب ضد ايران، وأيضا موضوع القواعد العسكرية الأميركية في العراق بالرغم من أن العراقيين يوكدون على أن وجود تلك القواعد لن يشكل مصدرا للتهديد ضد إيران، ولكن هذا التأكيد لن يزيل قلق الإيرانيين الذين يرون بأم أعينهم أن الرئيس ترامب يغامر بزيارة إحدى تلك القواعد ليلة رأس السنة في حين أنه أعلن عن سحب قواته عن الأراضي السورية قريبا. 
فما هو سر بقاء القوات الأميركية في العراق بعد سقوط داعش إلا مراقبة إيران عن قرب؟ 

إقرا أيضا : انتعاش التبادل التجاري بين إيران وأمريكا


وفي تلك الأجواء ونظرا لوقوع العراق بين المطرقة الأميركية والسندان الإيراني  يبدو أن العراق ليس في موقع يتيح له فرصة اداء دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة وإن معضلة العلاقات الإيرانية الأمريكية هي اكثر تعقيدا من أن يتمكن العراقيون من حلها.

 إن غاية ما يمكن للعراق فعله حاليا هو إرضاء جارته إيران عبر استمرار التبادل التجاري بين البلدين وإرضاء حليفتها امريكا بالالتزام بالعقوبات ضد إيران قدر المستطاع.
 فهل يمكن تحقيق هاتين الغايتين في آن واحد؟