ماذا ستحمل زيارة وزير الخارجية الاميركي المرتقبة إلى لبنان وهل سيتمكن لبنان من احتواء الموقف الاميركي من إيران وحزب الله؟
 

 يشكّل الاسبوع الطالع في جانب منه امتداداً للحركة الدبلوماسية في اتّجاه لبنان عبر الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الى بيروت.

 الزيارة المرتقبة سيتم رصدها بدقة من قبل حلفاء وخصوم الولايات المتحدة الأميركية لبنانياً وإقليمياً .الزيارة تندرج في إطار جولة إلى المنطقة تشمل إسرائيل، والكويت ولبنان الدولتين اللتين لم يزرهما خلال رحلته الشرق أوسطية في كانون الثاني الماضي، فتُشكّل في هذا الإطار استكمالاً لتلك الجولة التي سبقت مؤتمر وارسو وأتت في سياق تحضير الأرضية الملائمة لتنفيذ الاستراتيجية الأميركية حيال إيران بوصفها عنصراً مزعزعاً للسلم والأمن والاستقرار.

 أهمية الزيارة تكمن في أن لبنان سيسمع مباشرة من رأس الدبلوماسية الأميركية سياسة واشنطن حيال المنطقة. السمة التي تمتاز بها إدارة ترامب هي أنها لا توارب في إيصال الرسائل. فحين زار وكيل وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دايفيد هيل بيروت أثناء جولة بومبيو السابقة إلى المنطقة، قال كلاماً واضحاً وُصف يومها بـالفج، حين تحدث عن تفاهم مشترك مع حلفائنا حول ضرورة التصدّي لأجندة النظام الإيراني وإحباط طموحات إيران الإقليمية الخبيثة وأنشطتها، وهذا يشمل أيضا لبنان، حيث يجب على الشعب اللبناني وحده، من خلال دولته فقط، أن يقرر اتخاذ قرارات الحرب والسلم.

 وذهب هيل ليؤكد أن واشنطن ماضية قدماً في جهودها لمواجهة الأنشطة الإيرانية الخطيرة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك تمويل وأنشطة المنظمات الإرهابية بالوكالة مثل حزب الله. 

وبينما يحق للبنان الدفاع عن نفسه وهذا حق للدولة اللبنانية وحدها فمن غير المقبول وجود ميليشيا خارجة عن سيطرة الدولة، ولا تُحاسب من كل أطياف الشعب اللبناني . 

 

إقرا أيضا: ما هي رسائل ساترفيلد؟


ونُقل عن مصادر دبلوماسية تأكيدها ان زيارة بومبيو الى المنطقة، تندرج في سياق الاجندة الاميركية المعلنة الهادفة من جهة الى بناء الأسس مع الدول الحليفة لواشنطن حول كيفية مواجهة الخطر الايراني ووقف تمدّد نفوذ إيران في المنطقة، والضاغطة من جهة ثانية على حزب الله الذي اعلنت الادارة الاميركية أنها تُحضِّر لمزيد من العقوبات على الحزب، في سياق الخطة الاميركية الهادفة الى التضييق على حزب الله وخنقه سياسياً وماليًا. 
وتؤكد المصادر أن ما يحمله بومبيو معه سبق أن مهّد له ساترفيلد في لقاءاته التي أجراها في لبنان خلال زيارته الاخيرة، لفتت الانتباه إلى استياء أميركي من الموقف الرسمي اللبناني، وعلى وجه الخصوص موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، الذي يتماهى مع موقف حزب الله، ويقدّم تبريرات غير مُقنعة حيال الحزب، تحتضنه وتتبنّى توجهاته وتتجاهل حقيقة تعاظم قوته وتهديده الدائم لبنية الدولة اللبنانية، والاستقرار العام في لبنان والمنطقة.

 ولفتت المصادر إلى أن هذا الاستياء نُقِل إلى جهات رسمية لبنانية من خلال قنوات دبلوماسية عربية وغربية، إضافة الى أن مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد ساترفيلد عبّر عن هذا الاستياء صراحة أمام بعض الشخصيات اللبنانية التي التقى بها خلال زيارته الاخيرة للبنان، والتي شدد أمامها على ضرورة زيادة الضغوط على حزب الله ومنعه من الامساك بلبنان .

 وفي هذا السياق أشارت معلومات ديبلوماسية ،إلى أن رئيس الديبلوماسية الأميركية يحمل في جعبته رسائل متشددة تدعو لبنان إلى مزيد من الالتزام بسياسة النأي بالنفس التي وحدها الكفيلة بتحييده عن صراعات المنطقة، وأن بلاده لن تتساهل إزاء أي انحراف عن هذه السياسة، في الوقت الذي سيزداد تشددها حيال حزب الله الذي يمعن في توريط لبنان في صراعات الآخرين، من خلال مشاركاته العسكرية في عدد من الدول العربية، وهو الأمر الذي أساء إلى علاقات لبنان الخارجية وزعزع الثقة العربية والدولية به، من دون استبعاد أن يترك ذلك انعكاساته السلبية على مؤتمر سيدر لناحية تعهد الدول المانحة بالإيفاء بما تعهدت به. 

إقرا أيضا: الكيد السياسي بمواجهة سيدر والإصلاحات

وكشفت مصادر وزارية ، أن زيارة بومبيو إلى لبنان تكتسي أهمية كبيرة بعد تشكيل الحكومة، ولما تحمله من رسالة دعم أميركية للبنان الذي يبقى حاجة عربية ودولية، مشيرة إلى أن المسؤولين اللبنانيين ينتظرون ما سيحمله معه بومبيو من أفكار ومقترحات لمعالجة مشكلات المنطقة، سيما ما يتصل منها بمصالح لبنان، وتحديداً في موضوع النازحين وملف الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، حيث أن باستطاعة واشنطن القيام بدور هام على هذا الصعيد. وشددت على ضرورة أن يكون الموقف اللبناني موحداً وثابتاً من هذين الموضوعين، دفعاً باتجاه محاولة الحصول على تعهد أميركي إذا أمكن من أجل العمل على المساعدة في حل قضية اللاجئين والعمل على معالجة أزمة الحدود مع إسرائيل.