لماذا لم تمنع العقوبات الأميركية تطور التبادل التجاري بين إيران والولايات المتحدة؟
 

العقوبات التي أعادها الرئيس الامريكي دونالد ترامب على إيران أو فرضها لأول مرة ضدها ليصدق عليها عنوان أقسى العقوبات المحتملة ضد أي بلد في العالم، لم تؤد إلى انحسار حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وإيران فحسب بل إن ولاية الرئيس ترامب شهدت ارتفاعًا ملحوظًا للتبادل التجاري بين البلدين ما أثار استغراب المراقبين والخبراء السياسيين. 

وفي التفاصيل فإن دائرة الإحصائيات للولايات المتحدة أفادت خلال تقريرها الأخير أن حجم التبادل التجاري مع إيران شهد ارتفاعًا ملحوظًا في العام 2018 بمستوى 155 في المائة مقارنة مع العام 2017.  

في العام 2017 وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 199 مليون دولارًا في حين أنه تجاوز 508 مليون دولارا في العام التالي. 

إقرأ أيضًا: شظايا زيارة الأسد إلى طهران

فما هي حصة الولايات المتحدة من هذا الحجم؟ يفيد التقرير المذكور أن صادرات الولايات المتحدة إلى إيران ارتفعت إلى 223 في المائة مقارنة مع العام 2017 ووصلت إلى 440.5 مليون دولارا وارتفعت وارداتها من إيران 7 في المائة في المدة نفسها. 

هذا وأن الرئيس الأمريكي استخدم جميع طاقات بلاده السياسية والاقتصادية والدبلوماسية لإقناع أوروبا بقطع العلاقات الاقتصادية مع إيران ما كلف الشركات الأوروبية خاصة في مجال البترول والسيارات خسائر كبيرة. 

إقرأ ايضًا: ايران: انسداد أفق المحافظين السياسي

ارتفاع حجم التبادل التجاري بين أمريكا وإيران خلال العام الماضي متزامنًا مع عودة العقوبات الأميركية ضد إيران  يوحي بأن ترامب كان ناجحًا في إحداث شرخ بين المصالح التجارية الإيرانية والأوروبية وبحال حدوث أي تطور إيجابي في العلاقات الإيرانية الأمريكية يؤدي إلى تطبيع ما للعلاقات بينهما ستتحول الولايات المتحدة إلى اكبر شريك تجاري لإيران. 

ان السوق الإيرانية تطالب بالمزيد من السلع الأمريكية التي لا يمكن التعويض عنها والرئيس ترامب يشكل الاقتصاد والتجارة اولويته الأولى ولا مانع لديه من ارتفاع حجم التبادل التجاري مع إيران لانه يرحب بالمال حيث يأتي.

ترامب صرح في وقت سابق أنه يعتبر المملكة السعودية كبقر حلوب ينبغي حلبها، فهل ينظر إلى إيران من المنظور نفسه؟