نصر الله يقرّ بـ «صعوبات مالية» ويتحدث عن «حرب اقتصادية»
 

استغل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الإحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس ما يسمى "هيئة دعم المقاومة"، لتمرير جملة من الرسائل كانت أهمها تلك الموجهة إلى الداخل اللبناني وبالأخص إلى الحاضنة الشعبية للحزب.

وفي السياق، ركز خطاب نصرالله أمس الجمعة على تهيئة جمهوره لـ "ربط الأحزمة استعدادًا لعقوبات غربية أقصى، حاثًا إياه على تقديم المزيد من التضحيات، معتبرًا أن العقوبات الإقتصادية التي يتوقع أن تزداد وطأتها جاءت لأننا هزمناهم وكسرناهم وأسقطنا مشاريعهم".

في المقابل ، قال الأمين العام لحزب الله "إن العقوبات الحالية جزء من الحرب المالية الإقتصادية النفسية التي تُشنّ علينا، لأن محور المقاومة هو الذي يقف في وجه تطلعات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق إنجازه التاريخي من خلال صفقة القرن"، في إشارة إلى الخطة التي تعدها الولايات المتحدة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأكد "أن العقوبات الأميركية ينتظر أن تشتد على الحزب وداعميه والتضييق على البنوك اللبنانية مثال على ذلك، وينتظر أن تعتمد دول أخرى قرارًا مماثلًا للقرار البريطاني بتصنيف المقاومة كإرهابية".

علمًا، أن "بريطانيا أدرجت في نهاية شباط الماضي الجناح السياسي لحزب الله ضمن قائمة الإرهاب، في رسالة تشي بأن هناك تغيرًا في الموقف الأوروبي الذي يتجه لتبني المقاربة الأميركية القائمة على محاصرة الحزب وإضعافه إن لم يكن القضاء عليه، بالنظر إلى التهديد الذي يشكله على الاستقرار في المنطقة".

وقد بدا أمس أن نصرالله يبحث عن مؤازرة ودعم مالي من حاضنته الشعبية، في محاولة استباقية للعقوبات الإقتصادية التي من المنتظر أن تشتد عليه، وقال "علينا أن نتذكر من بادروا منذ البدايات للقيام بتأسيس هيئة دعم المقاومة، خاصة عندما كانت المقاومة قليلة الإمكانات، فهؤلاء قاموا بكل النشاطات لجمع المال"، وأكد أن "المقاومة ليست قائمة فقط على دعم إيران وممولين، وإنما أيضًا على دعم شعبي كبير"، معتبرًا أن "هيئة دعم المقاومة أمّنت الفرصة لتوسيع مساحة الجهاد بالنفس والمال"، وأضاف "خلال المعارك مع الإرهاب التكفيري في السلسلة الشرقية، كنا نشاهد الناس يصرون على تقديم المال والطعام لشباب المقاومة"، وأردف "من يدعمنا هو مستمر في ذلك.. دولًا وشعوبًا وجماهير"، لافتًا إلى أن "بنيتنا ستبقى متماسكة وسنعبر هذه الحرب"، وزعم أن "المقاومة ستزداد قوة وعددًا وعدة وعزمًا وتأثيرًا وصنعًا للمزيد من الانتصارات"، لافتًا إلى أن "المقاومة بحاجة اليوم إلى الدعم الشعبي لأننا في قلب معركة اقتصادية".

يذكر هنا، أن "خطاب الأمين العام لحزب الله أتى بعيد زيارة قام بها نائب وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إلى لبنان هذا الأسبوع والتي وجه خلالها جملة من التحذيرات المبطنة لعل أبرزها حينما أشار إلى أن الموقف من لبنان يبقى رهين خيارات حكومته دون المزيد من التفاصيل، وإن كان كثيرون يعتبرون أن الكلام كان موجهًا لحزب الله الذي رفّع في مشاركته الحكومية بالحصول على ثلاث حقائب وزارية بينها حقيبة أساسية وهي الصحة، في تمش يعكس تغيرا في إستراتيجيته نحو الداخل".