فارس سعيد لـِ لبنان الجديد:عون على خطى الأسد
 
تكمنُ أهمّيّة زيارة الدبلوماسي الأميركي دافيد ساترفيلد، في إطلاق مسار التطبيق الفعلي لسياسة النأي بالنفس طبقًا لما نصّ عليه إعلان بعبدا، الذي كسب موافقة كافة الكتل السياسيّة المشاركة في الطاولة الحواريّة، التي كان قد سبق ودعا إليها الرئيس ميشال سليمان في عهده.
 
يُحاول ساترفيلد، شدّ العصب اللّبنانيّ في مواجهة حزب الله ومحاولاته فرض خيارات ذات طابع إستراتيجي لا تتماهى مع مصلحة الدولة اللّبنانيّة. 
 
أمّا لنحاية توقيت زيارة ساترفيلد في الوقت الراهن ووزير الخارجية مايك بومبيو في 21 الجاري، علاقة بأمرين هُما:"زيارة الرئيس ميشال عون إلى موسكو في 25 الجاري للقاء الرئيس فلاديمير بوتين تلبية لدعوة رسميّة، ومقرّرات مؤتمر وارسو الذي رعته واشنطن وغاب عنه لبنان بسبب توجهه المباشر ضدّ إيران وحزب الله".
 
وللوقوف عند تفاصيل تلك الزيارة، كان لـِ موقع "لبنان الجديد"، إتصالًا هاتفيًّا مع النائب السابق فارس سعيد، الذي رأى أنّ كلّ قوى التسوية تسعى إقناع العالم أجمع بأنّ هذه الحكومة ليست حكومة حزب الله وأنّ المجلس النيابي لا يُهيمنُ عليه حزب الله، هذا الكلام قد يُقنعُ مواطنًا ولا يُقنعُ آخرًا، لكنّ بالتأكيد لن يُقنع  العالم بدليل ما قالته إيليزابيت رتشرد و ساترفيلد وما قامت به بريطانيا حيال حزب الله كما الدعم السعودي للموقف البريطاني".
 
 
وتابع سعيد:"بحجّة الإستقرار اللبنانيون يقولون أن الحكومة هذه هي ليست حكومة حزب الله،  بينما العالم لا يقتنع بهذا الكلام  ولا يقتنع بأن حزب الله لا يسيطر على الدولة بالكامل،  ولأنّ العالم الغربي و العربي على قناعة بأن كلّ ما يضيق الخناق على عنق إيران كلّ ما يتمسّك  الحزب بالدولة اللّبنانيّة كحماية و درع أو كيس رمل لمواجهة الضغوطات الخارجيّة".
 
وعن عدم زيارة ساترفيلد لرئيس الجمهوريّة، إعتبر سعيد:" الرئيس عون يعتبر بأن مخاصمته للغرب هي نقطة قوّة له مع حزب الله تحديدًا بينما الحقيقة أنّ يمرّ ديبلوماسي بحجم ساترفيلد وأن لا يزوره و لا يلتقي رئيس الجمهوريّة من أجل التداول بالشؤون الداخليّة، هذا يعني بأنّه يعتبر بأنّ علم إيران هو مرفوع اليوم على قصر بعبدا وليس علم لبنان وعلى هذه القاعدة يتعامل معه الغرب إنها مفارقة في تاريخ لبنان المعاصر  رئيس جمهوريّة لبنان الماروني هو على خصومة مع مراكز القرار ليست الغربيّة فقط وإنّما مع مراكز القرار العربيّة".
 
ولفت سعيد في سياق المقابلة، أنّ "هناك بالفعل رسائل واضحة لـِ عون من الجانب الأميركيّ تُفيدُ بأنّ رئيس الجمهوريّة في عزلة وإذا إستمرّ على هذا الحال سيُشبه الرئيس بشار الأسد في سوريا يعني يزور روسيا وإيران أو ربّما السودان".
 
وأردف سعيد:"عون ليس لديه تأثيرًا على التوافق القرار العربي اليوم والخليجي".
 
وعن ذكرى 14 آذار، قال:" هذه الذكرى لا يملكها حزب أو تيار أو شخصية أو أمانة هذا ملك الشعب اللبناني، والشعب اليوم هو الذي يعمل من أجل 14 آذار".