هل ستؤدي الزيارات الدولية إلى لبنان إلى زعزعة الاستقرار السياسي؟
 

في ظل الواقع السائد في البلد من سلسلة من الأزمات السياسية والمالية، واستمرار الحديث عن مكافحة الفساد إعلاميا ًاتى تشكيل مجلس محاسبة الرؤساء والوزراء، ليزيد في الطنبور نغم لكن العجيب في الأمر أن هذا المجلس الذي انتخب في مجلس النواب، مؤلف من أعضاء ينتسب كل واحد منهم إلى كتلة نيابية، أي إلى طرف سياسي، ما سيؤدي إلى طرح أسئلة واقعية، على رأسها، إذا ما كان النائب المنتمي إلى كتلة معينة هل سيجرؤ على محاسبة وزير من كتلته؟ الأمر لا يبدو واقعياً، وسيدفع للمزيد من السجالات السياسية المستخدمة لشعارات مكافحة الفساد في إطار هذه الصراعات السياسية ليس أكثر. 

 

وفي ظل هذا الواقع، طرأ على الساحة في الساعات الأخيرة، زيارات متعددة لمسؤولين أجانب إلى لبنان، للبحث في جملة ملفات خاصة في ظل التطورات الأخيرة الحاصلة في المنطقة، وكانت لافتة زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد الذي جاء بهدف التحضير لزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع المقبل، لكن ساترفيلد لم يتوان عن توجيه رسائل تحذير متعددة إلى مختلف الأفرقاء الذين التقاهم، وأساس هذه الرسائل هو رفض المجتمع الدولي لتسليم اللبنانيين كل المفاصل الأساسية للبلاد إلى حزب الله. 

 

إقرأ أيضًا: موقف حازم للموفد الفرنسي: لم يعد مقبولا الانتظار

 

ووفق الترف الأمريكي، لم يلاحظ أن الأميركيين يحملون أي خطة واضحة أو مشروع واضح لمواجهة حزب الله أو مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، ما يعني أن الكلام لا يخرج عن سياق الحملات الإعلامية غير المرفقة بأي إجراءات عملانية، باستثناء بعض المعلومات التي تفيد بأن واشنطن بصدد إصدار حزمة عقوبات جديدة على حزب الله، إلى جانب الضغط السياسي المستمر، والذي قد يطال في جوانبه الحكومة اللبنانية في المرحلة المقبلة، بعد فترة المراقبة التي تتخذها واشنطن مع بعض الدول لكي تتضح آلية عمل الحكومة، وما إذا ستكون قراراتها تعبّر عن توجهات حزب الله حصراً. 

 

ومما ركّز عليه ساترفيلد، كما غيره من الزوار الأجانب، خاصة وزير الدولة لشؤون الخارجية البريطانية ووزير الدولة لشؤون التنمية الدولية آليستر بيرت الذي أكد استمرار دعم بلاده للبنان والبالغ 200 مليون دولار أميركي سنوياً، على أنه يجب ألا يكون هناك وهم بشأن القلق الشديد تجاه أعمال حزب الله المهددة للاستقرار، إلى جانب موقف واضح من قضية اللاجئين السوريين، إذ تجمع المواقف الدولية، وفق تأكيد بيرت، على عودة السوريين إلى بلادهم، بدون أي شروط مسبقة في هذا المجال، إلا أن نضمن لهم ظروف العودة الآمنة والطوعية التي تحفظ كرامتهم، وفق ما تسعى إليه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. 

 

إقرأ أيضًا: الكيد السياسي بمواجهة سيدر والإصلاحات

 

من جانب آخر تشير بعض المصادر اشارت الى ان مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد نصح المسؤولين اللبنانيين بالحد من اقتراب بعضهم من حزب الله، وسأل عن وضعية وزارة الصحة في ظل قرب وزيرها جميل جبق الحامل للجنسية الأميركية من حزب الله، وهل بالامكان تسريب الأموال من هذه الوزارة الى الحزب. 

 

ولفتت المصادر إلى أن توقيت زيارة ساترفيلد الآن ووزير الخارجية مايك بومبيو في 21 اذار علاقة بأمرين زيارة الرئيس ميشال عون الى موسكو في 25 اذار للقاء الرئيس فلاديمير بوتين تلبية لدعوة رسمية، ومقررات مؤتمر وارسو الذي رعته واشنطن وغاب عنه لبنان بسبب توجهه المباشر ضد ايران وحزب الله.