نشر موقع "المونيتور" الأميركي تقريراً عن جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخليجية التي انطلقت الاثنين الفائت على أن تشمل قطر والسعودية والكويت والإمارات، معتبراً أنّها تعكس طموح موسكو إلى الاستفادة من اعتراف دول المنطقة بها كقوة كبرى.
 
وفي تحليله، ذكّر الموقع بجولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على الشرق الأوسط الشهر الفائت التي "سعى عبرها إلى إظهار التزام واشنطن بحلفائها الإقليميين"، مشيراً إلى أنّ لافروف يشعر في المقابل بحصول تغييرات وبحاجة موسكو بالتالي إلى وضع نفسها أمام عيون الدول الخليجية القوية. 
ولفت الموقع إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي وجهت دعوات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وربما أملت في استقباله بدلاً من لافروف، معتبراً أنّ موسكو بخطوتها المتمثّلة بإرسال لافروف قبل بوتين، تحاول أن تثبت للدول الخليجية أنّه لم يتم إحراز تقدّم "عملي" يستدعي قدوم الرئيس الروسي. 
 
وفي هذا السياق، بيّن الموقع أنّ جولة لافروف تحمل رسالة مهمة: تُعامل روسيا هذه البلدان كعائلة واحدة على الرغم من خلافاتها الداخلية، مستشهداً بتوقف لافروف في الدوحة ثم الرياض قبل الانطلاق إلى الكويت وأبو ظبي. ورأى الموقع أنّ عدم توقف لافروف في الكويت بعد الدوحة يُعد خير دليل على أريحية موسكو الكبيرة لجهة عدم اتباع القواعد التي ربما ترغب القوى الإقليمية في فرضها. 
 
عن الأزمة القطرية، شرح الموقع بأنّ حيادية موسكو لم تمنعها من إجراء محادثات مع كل من الرياض والدوحة لشراء منظومة "أس-400" الدفاعية الجوية، متحدّثاً عن لجوء الدول الخليجية إلى "البعبع" الروسي لتخويف واشنطن وبالتالي دفعها إلى إبداء التزام أكبر تجاهها. 
 
إلى ذلك، كشف الموقع أنّ أحد أهداف زيارة لافروف يتمثّل بتشجيع الدول الخليجية على العودة إلى سوريا. وأوضح الموقع أنّ خطة موسكو الرامية إلى كسب دعم الاتحاد الأوروبي لدعم عملية تثبيت الاستقرار في سوريا استناداً إلى الشروط الروسية فشلت، مستدركاً بأنّ اتجاه البحرين والإمارات إلى فتح سفارتيهما في دمشق أعطى روسيا بصيص أمل بإمكانية إسقاط الحاجة إلى اعتراف الغرب بالرئيس السوري بشار الأسد لصالح الاعتراف به عربياً. 
 
الموقع الذي ألمح إلى رغبة روسيا في ممارسة الدول الخليجية نفوذاً أكبر في سوريا وإنفاق أموال أكثر- وهو الأهم- وإن عبر القنوات الرسمية، حذّر من أنّ الرياض ستطلب في المقابل تخلي موسكو عن إيران. 
 
وعليه، خلص الموقع إلى القول: "على الرغم من أنّه يصعب القيام بذلك، قد تطمئن الرسالة، التي يُرجح أن يوصلها لافروف إلى نظرائه الخليجيين والتي تفيد بأنّ علاقة روسيا وإيران ليست حصرية، الدول الخليجية على الأقل".