لماذا كانت زيارة الأسد إلى طهران سرية هل هناك جواسيس في حكومة روحاني؟
 

تركت زيارة بشار الأسد إلى طهران التي تمت في أجواء سرية وسريعة وعابرة وخاطفة، تأثيرات هائلة على الساحة السياسة الإيرانية تتعاظم مع مرور الزمن. 

 

وبالرغم من المجاملات التي تبادلها كل من قائد فيلق القدس قاسم سليماني ووزير الخارجية جواد ظريف إلا أن شظايا تلك الزيارة تنتشر يومًا بعد يوم. 

 

من تلك الشظايا كانت تصريحات جواد قدوسي كريمي نائب مشهد المحافظ المتشدد التي فجرت قنبلة إعلامية إذ اعتبر أن السبب في سرية زيارة الاسد يكمن في أنّ حاشية الرئيس روحاني ليسوا محل ثقة الأمن وأن هناك جواسيس بين حاشية روحاني بحيث لو كان يطلع روحاني على زيارة الأسد كان من المحتمل أن تستهدف طائرته خلال رحلته إلى إيران. 

 

إقرأ أيضًا: ايران: انسداد أفق المحافظين السياسي

 

ومن تلك الشظايا تصريحات الجنرال قاآني معاون قائد فيلق القدس بأن فيلق القدس هو الذي جاء بالأسد إلى طهران ومن كان ينبغي أن يطلع، قد اطلع عليها ومن كان لا ينبغي أن يطلع، لم يطلع.

 

وأضاف معاون قائد فيلق القدس أن بيننا - أي الحرس الثوري - خلافات كثيرة مع الحكومة في الرؤى وفي نهاية المطاف فإن هذه الحكومة هي حكومتنا ونحن نتعامل مع جميع الحكومات. 

 

تلك التصريحات تنافي تصريحات قائد فيلق القدس قاسم سليماني بأن ديوان الرئاسة هو المسؤول عن عدم التنسيق الذي أدى إلى غياب الوزير ظريف عن لقاء الأسد بالمرشد الأعلى والرئيس. 

 

وفي هذا السياق، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي يوم أمس تأكيده على أن وزير الخارجية لم يطلع على زيارة الأسد الا بعد انتهاء الزيارة معربًا عن أسفه على هذا الحادث المر والمؤسف حسب تعبيره.

 

ويبدو جليًا من خلال تصريحات قاسمي أن ديوان الرئاسة لم يقصر في التنسيق مع وزير الخارجية وربما لم يكن الرئيس هو نفسه مطلعًا على مجيء ضيفه غير المدعو.

 

إقرأ أيضًا: طائرة نرويجية تنتظر ترامب في مطار شيراز

 

والدليل على ذلك هو أن العلم السوري أيضًا كان غائبًا عن أجواء اللقاء بين الرئيسين. 

 

وبالمناسبة فإن عنوان "الضيف غير المدعو" الذي عنونتها جريدة قانون الإيرانية للتعبير عن زيارة بشار الأسد أدى إلى إغلاق هذه الصحيفة الإصلاحية في حين حرية الصحافة في سوريا التي تشهد منذ 2011 أوضاعًا حربية ليست مقيدة إلى هذه الدرجة. 

 

زيارة الأسد لطهران لم تنته تأثيراتها وتداعياتها وعلى العكس تستمر تداعياتها وتأثيراتها على موازين القوى السياسية في إيران. 

 

إن تلك الزيارة أدت الى إعادة التموضع للحكومة التي كان يحلم العسكر باسقاطها واحتلال محلها ولكن تبين أن العسكر لا يتحمل تحمل تبعات استقالة وزير خارجية تلك الحكومة فكيف يستطيع تنحية الحكومة؟