على المسؤولين اللبنانيين إزالة البلوكات الإسمنتية بينهم وبين المواطن بالدرجة الأولى
 

فور تسلمها منصبها الجديد أصدرت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن أمرًا بإزالة البلوكات الإسمنتية على مداخل وزارة الداخلية بانتفاء الحاجة الامنية إليها، القرار شكل صدمة إيجابية لدى أهالي بيروت بعدما كانت البلوكات من عوامل أزمة السير والإزدحام.

 

شجعت خطوة الوزيرة الحسن مسؤولين آخرين للسير باتجاه إزالة البلوكات وكان آخرهم دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أمر بإزالة البلوكات الإسمنية حول قصر عين التينة الأمر الذي زاد نسبة الإطمئنان الأمني من جهة والتلقي الإيجابي من المواطنين اللبنانيين من جهة ثانية.

 

إقرأ أيضًا: المعركة ضد الفساد بين الرصاص الطائش والخطوط الحمراء!!

 

لا شك أن إزالة هذه العوائق عن الطرقات العامة يبعث على التفاؤل ويشكل مناسبة للحديث عما هو أكبر وأهم لدى اللبنانيين، ألا وهو إزالة كل العوائق والبلوكات السياسية والطائفية والمذهبية، وإلغاء الحواجز بين المواطن والزعيم وبين المواطنين أنفسهم، تلك الحواجز التي شكّلتها الإصطفافات الحزبية والطائفية والمذهبية التي ندفع ضريبتها كل يوم بسبب الولاءات لما هو خارج الوطن والهوية.

 

إقرأ أيضًا: حزب الله إلى أزمة ثقة بين القيادة والجمهور

 

إن هذه الخطوة على أهميتها يجب أن تشكل لما هو أبعد وذلك بإلغاء العوائق التي تمنع من انطلاق المعركة الحقيقية ضد الفساد بعيدًا عن الاستهلاك الإعلامي والسياسي، وبعيدًا عن تسخير الطوائف للحماية، وبعيدًا عن أي استهداف سياسي، لتبقى قضية محاربة الفساد قضية همًا وطنيًا خارج الحزب والطائفة والزعامة.

 

وبعد حملة إزالة العوائق من أمام القصور والوزارات فإن ما ينتظره اللبنانيون بفارغ الصبر هو إزالة العوائق بين المسؤولين والمواطنين، لبناء الدولة الحقيقية العادلة التي تكون وحدها الملاذ الآمن لأي مواطن.