مفتي الجمهورية من انتقاد إلى آخر إلى أن تجاوز الخط الأحمر
 

 "موضوع محاربة الفساد هو امر مهم وضروري، طالما نحن نسعى لاقامة الدولة العادلة القوية، ولكن هذا الملف يجب ان يعالج ضمن اطر مؤسسات الدولة لان هناك هيئات رقابية وهيئات محاسبة، عليها ان تقوم بواجباتها". 

هذا ما قاله مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان  ليكمل تصريحه "غير المعتدل" بأن يستثني الرئيس السابق فؤاد السنيورة بقوله أنه "خط أحمر" وبأنه "قيمة وقامة كبيرة، نحن نعتز بها وندافع عنها ضد أي افتراء".

وبالرغم من قناعتنا الثابتة أن الرئيس السنيورة هو قامة وطنية كبيرة فإن إدخال الطائفية بموضوع الفساد بغض النظر عن مسؤولية السنيورة أو عدمها،
فإن مشهد إستغلال المقامات الدينية للتهديد والوعيد يعاد مجدداً، واليوم على لسان ممثل الطائفة السنية في الجمهورية، والذي شهد في الآونة الأخيرة هجوماً إزاء مواكبه المبالغ فيها " 8 سيارات مصفحة ضد الرصاص و60 عنصراً من الأمن والحماية" وهو الذي يعتلي بيوت الله ليطلق المواعظ أمام الفقراء.

وبعد رفضه القاطع لإقرار الزواج المدني "الإختياري"، واستعماله لغة التخوين والكفر، إجتاحت إحصاءات تعود لأرباح رجال الدين، ومخصصات عائدة للمفتي دريان مواقع التواصل الإجتماعي تدين طريقة تعامله مع قضية الزواج المدني، والتي هي حق يطالب فيه اللبناني منذ زمن.

إلى قضية  موظفي الاوقاف الاسلامية الذين ناشدوا المفتي شخصياً بتعويضاتهم التي تعود إلى عشرين عاما، والمحرومين من رواتبهم منذ سنتين. 

اقرأ أيضا: 8 سيارات مصفحة و60 عنصر أمن ومش دريان!

 

هو "الخط الأحمر" الذي وحّد رأي اللبنانيين من جديد سواء كانوا من جمهور تيار المستقبل أم لا، على مبدأ أن رجل الدين لا ينبغي أن يحذو حذو السياسي. وإن الشعب اللبناني بانتظار أن يبزغ فجر مكافحة الفساد ولم يعودوا يكترثون لمن يبدأ به القضاء وبمن ينتهي.

ما يهمنا اليوم كلبنانيين هو رفع الغطاء الديني والحزبي عن أي سرقة أطاحت بلقمة عيش الفقير في بلادنا، والمطالبة بإبقاء الخطاب الديني ضمن المنابر التي تطالب بالعدالة الإجتماعية والعيش الكريم كما أن تكون إلى جانب المواطن اللبناني وليس الزعيم اللبناني.

وبذلك يكون التعدي على حقوق المواطن اللبناني هو الخط الأحمر!