يوسف ضحية جديدة من ضحايا الإغتراب، فإلى متى سيدفع شبابنا حياتهم ثمن الغربة؟!
 

مرة جديدة يدفع اللبنانيون ثمن الإغتراب، وهذه المرة فُجعت بلدة كوثرية السياد قضاء صيدا بخبر مقتل إبنها يوسف غالب مكي (17 عامًا)، بعدما تعرض للطعن حتى الموت في منطقة تعد واحدة من أغنى مناطق مانشستر الكبرى في شمالي غربي إنكلترا.

وفي تفاصيل الحادثة، "لقي يوسف الذي كان يسكن ضاحية بارناج في مدينة مانشستر البريطانية مصرعه بعد ساعات من مصرع الفتاة جودي تشيسني (17 عامًا)، طعنًا بسكين إثر اعتداء غير مبرر في منتزه بأحد ضواحي لندن، حسب صحيفة الديلي تلغراف البريطانية. 

وقد عثر على يوسف مكي مستلقيًا إلى جوار شجرة بطريق غرين بارك في ضاحية هال برنز الراقية الذي يضم عددًا من الفلل المستقلة التي يتجاوز فيها سعر الواحدة 800 ألف جنيه إسترليني، وجرى نقله إلى المستشفى الساعة 6:45 صباح السبت الماضي إلا أنه توفي لاحقًا".

إقرأ ايضًا: أسعار الخضار والفاكهة تنهش المواطن اللبناني.. فمن المسؤول؟!

علمًا، أن "يوسف الذي حلم يومًا أن يصبح جراح قلب، يعيش برفقة والدته ديبورا (54 عامًا)، وشقيقه مازن، (15 عامًا)، على بعد 8 أميال من المكان. 

وقد فاز بمنحة للدراسة بمدرسة مانشستر غرامر سكول التي تعتبر أكبر وأرقى المدارس البريطانية الخاصة والتي تبلغ رسوم الدارسة بها 12.500 ألف جنيه إسترليني سنويًا".

وفي هذا السياق، "كشفت السلطات البريطانية في أواخر شباط الماضي عن زيادة بنسبة 50% في حوادث الطعن بأسلحة بيضاء وأدوات حادّة بين المراهقين، خلال العام 2018، مقارنة بالعام 2013، ورصدت بيانات هيئة الصحة الوطنية (حكومية) أن المستشفيات استقبلت، خلال العام الماضي، 4986 حالة إصابة لمراهقين بين 10 و19 عامًا، مقارنة بـ 3849 حالة في 2013".

وبحسب المعلومات الصحفية المتداولة، فقد "ارتفع عدد المقتولين طعنًا في بريطانيا منذ بداية العام 2019 إلى 24 شخصًا على الأقل"، وتضيف المعلومات أن "عدد المقتولين في عمر 16 ودون ذلك، في إنجلترا ارتفع بمعدل 93 ٪ في الفترة بين عاميْ 2016 و2018".

من جهته، أشار سفير لبنان في بريطانيا رامي مرتضى نقلًا عن موقع "النشرة" إلى أنه "وفي قضية الشاب يوسف غالب مكي (17 عامًا) فإن التحقيقات لا تزال مستمرة حتى ظهور كافة التفاصيل المتعلقة بالحادثة"، مؤكدًا في نفس الوقت أن "هناك موقفين وهما من الجنسية البريطانية".

إقرأ أيضًا: وفي العنوسة أيضًا: لبنان في أعلى المراتب!

بدوره، قال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، إنه "سيلتقي مع مسؤولي الشرطة هذا الأسبوع لإيجاد سبل للتعامل مع هذه المشكلة، داعيًا لإنهاء ما سماه العنف الأخرق"، وأضاف "لا سبيل لإنكار وجود هذه المشكلة.. العنف الشديد يتزايد والمجتمعات تتمزق أوصالها والأسر تفقد أطفالها".

من جهة أخرى، قالت الشرطة البريطانية إن "زيادة الجريمة باستخدام السكاكين في بلد يصعب فيه الحصول على سلاح ناري سببها عدد من العوامل، منها التنافس بين عصابات المخدرات وتقليص الخدمات المقدمة للشباب والإستفزازات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ووقع كثير من تلك الحوادث في مناطق فقيرة من العاصمة لندن".

إذًا، هي خسارة جديدة للبنانيين في بلاد الإغتراب، فهم لم ينسوا بعد فاجعة خسارة عائلة بأكملها في ولاية ميشيغن، حيث تسبّب سائقٌ مخمور بمقتل عائلة من 5 أفراد من مدينة بنت جبيل في الجنوب، هم المحامي عصام علي حبيب عباس وزوجته الدكتورة ريما عباس، وأطفالهما الثلاثة: علي، إيزابيلا وأنجي، أثناء عودتهم من عطلة رأس السنة في ولاية فلوريدا إلى مكان إقامتهم في مدينة ديربورن، حتى حلّت فاجعة جديدة عليهم، وغيرها الكثير من المآسي التي حصلت منذ بداية العام الحالي.