المعركة ضد الفساد في لبنان تشبه مسرحية سيئة الاخراج والممثلين .
 
إنطلاقا من السجالات القائمة على خلفية ما يسمى بمحاربة الفساد، وما رافقها من مواقف كان أبرزها مواقف مسؤولين ثلاثة هم المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، والوزير جبران باسيل، والنائب حسن فضل الله، هذه المواقف كانت كفيلة بتوضيح الصورة أكثر للمشاهد اللبناني، ليتأكد أن ما يحصل ليس إلا مسرحية لها أهدافها ومقاصدها كما أنها لا تعدو أكثر من ذر الرماد في العيون.
 
موقف سماحة المفتي أن محاربة الفساد ضرورة  لكن السنيورة خط أحمر، وموقف النائب فضل الله أنه لم يقصد السنيورة في مطالعاته وتفنيداته في حربه على الفساد، وموقف الوزير باسيل للاعتذار عن مقدمة النشرة الاخبارية في ال otv ، كل ذلك مؤشر لا لبس فيه على أن محاربة الفساد ومهما أعلن عنها لن تكون على مستوى الأمال والتطلعات لدى هذا المسحوق والمنهوب، ولكن تكون سوى زوبعة، ولن تطال أي سواء كان كبيرا أم صغيرا .
 
 
أخطأ حزب الله في البداية وكانت الرصاصة الأولى على الفساد  طائشة أو أنها لم تصب الهدف، أخطأ فؤاد السنيورة في تحميل مؤتمره الصحفي ااذي عقده للرد على "الإفتراءات" في توجيه الموضوع إلى مكان ربما يكون الجميع متفقون عليه لكنه هو الآخر أطلق النار على هدف قبل أوانه، أما سماحة المفتي الذي دعى إلى محاربة الفساد واضعا لهذه خطوطا حمراء أولها فؤاد السنيورة، ويعلم الله من هو آخرها، أما مهندس الصفقات فقد اتصل معتذرا .
 
أي صورة تلك التي يشاهدها المواطن اللبناني غير مشهدية الكذب والخداع والمماطلة، أي صورة يشاهدها المواطن اللبناني عن هذا الوطن المعجون بالطائفية والمذهبية والمواقف المتهورة.
 
معارك الفساد معارك فاسدة وفاشلة لأن طرفي المعركة فاسدون وفاشلون ولأن خطوط المعركة كلها حمراء ولن تنال من اي زعيم سياسي أو طائفي .
 
وحده المواطن اللبناني الذي سيبقى يدفع الثمن وهو الذي طالته الرصاصات الطائشة لهذه الحرب وتصيبه كل يوم ألف مرة وهو طبعا خارج خطوطهم الحمراء .