يعتمد تيار المستقبل ومرشحته عن المقعد السني الخامس في طرابلس ديما جمالي منذ صدور قرار المجلس الدستوري بإبطال نيابتها، ″بروباغندا″ إنتخابية ـ شعبية، يصب هدفها في أكثر من إتجاه، إن لجهة الايحاء بأن المعركة الفرعية إنتهت قبل أن تبدأ وهي محسومة لجمالي لدفع سائر الطامحين الى العدول عن الترشح، أو لجهة إظهار القوة والحضور كتعويض عن إنتخابات عام 2018 التي أكدت التراجع الشعبي لـ ″التيار الأزرق″ في الفيحاء، أو لجهة إحراج بعض القيادات الطرابلسية ودفعها لدعم جمالي في إستحقاقها الانتخابي المقبل، أو الوقوف على الحياد ما يؤمن لها الفوز بالتزكية.

شعر كثير من الطرابلسيين نهاية الاسبوع الفائت أن ″تيار المستقبل″ يستبيح مدينتهم في حملة إنتخابية غوغائية، بدءا من إقفال الطرقات خلال الجولات الانتخابية لجمالي مع أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري وتسخير بعض أجهزة الدولة الأمنية لذلك، مرورا  بعشرات الدراجات النارية التي أطلقت العنان لأبواقها بشكل إستفزازي، وصولا الى المفرقعات الضخمة التي لم توفر منطقة أو شارع أو حتى حيّ، ما أدى الى خوف وإزعاج كبير من قبل الأهالي الذين عبروا على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم الشديد من هذه التصرفات غير اللائقة التي لا تحترم مريضا أو طفلا أو حتى طلابا في مدارسهم.

يبدو واضحا أن المرشحة ديما جمالي تستعجل الفوز في الانتخابات والعودة الى مقعدها النيابي الذي كان من المفترض أن يؤول بحسب ″الكسر الأعلى″ الذي أكده المجلس الدستوري الى المرشح طه ناجي، لذلك فإن كثيرا من تحركاتها تتسم بالارتجال ما ينعكس عليها سلبا، خصوصا أن قرار الرئيس سعد الحريري بترشيحها يحتاج الى كثير من التسويق والاقناع ضمن تيار المستقبل وأنصاره الذين كانوا يتطلعون الى ترشيح أحد الصقور الزرق ليكون سندا للحريري في المرحلة المقبلة بعدما تخلى عنهم لمصلحة الحمائم الذين بدوا عاجزين عن رد الهجمات التي تعرض لها الحريري في جلسات الثقة ومن بينهم جمالي التي لم تحرك ساكنا على مدار ثلاثة أيام من مناقشة البيان الوزاري.

وربما غاب عن بال جمالي أن لديها أزمة مع جمهور النائب محمد كبارة الذي إنتقدها بشدة عندما تحدثت عنه خلال مقابلة تلفزيونية، وأن هذا الجمهور لم تعد تعنيه الانتخابات لا من قريب أو من بعيد بعدما أعلن كبارة عدم ترشيح نجله كريم، ما يتطلب من جمالي جهودا إستثنائية لاستمالة هذا الجمهور من خلال تقديم إعتذار الى كبارة عن الخطأ الذي إرتكبته بحقه، فضلا عن رأب الصدع الحاصل مع كثير من قيادات وأركان تيار المستقبل الذين تقبلوا قرار الرئيس الحريري على مضض، وما زال بعضهم يجاهر بنيته عدم المشاركة في الانتخابات، خصوصا أن هؤلاء كانوا يطمحون الى ترشيح الدكتور مصطفى علوش، في حين يؤيد غيرهم بحسب ما أعلنوا على مواقع التواصل الاجتماعي ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة لاعطائه حصانة نيابية تمكنه من مواجهة هجمة حزب الله عليه على خلفية صرف الـ 11 مليار دولار خلال حكومته.

أمام هذا الواقع يخشى كثير من الطرابلسيين أن يؤدي إنعدام الحماسة للانتخابات الفرعية الى عدم وجود منافس حقيقي لجمالي وأن يُترك الأمر لمن يهمه الأمر ما يؤدي الى التزكية، خصوصا في ظل المعلومات غير المؤكدة عن نية طه ناجي العزوف عن الترشيح، وعدم دخول قوى 8 آذار المعركة بمرشح آخر، في حين يصرّ أنصار الوزير السابق أشرف ريفي عليه للتقدم بترشيحه كونه الوحيد القادر على المواجهة لاستعادة المقعد النيابي الذي يعتبرون أنه ″سلب منه بالضعوطات التي مورست عليه وصولا الى التزوير الذي قدم طعنا حوله لكن المجلس الدستوري لم يأخذ به”. وذلك للتأكيد أيضا على أن قرار طرابلس يبقى لأبنائها، وأن أحدا لا يستطيع أن يفرض قراره على المدينة التي تحتاج الى من يقف الى جانب نوابها في مسيرة الدفاع عنها وإنتزاع حقوقها.″

وفي هذا الاطار لم يتوان كثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عن التأكيد بأنه في حال لم يترشح طه ناجي أو اللواء أشرف ريفي، فإنهم سيتقدمون بترشيحاتهم للانتخابات الفرعية ولو حصلوا على صوت واحد، وذلك تحت شعار ″لا للتزكية″..