أجندة حافلة بالأولويات طُرحت على بساط البحث بين الملك الأردني عبدالله الثاني ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وكانت محلَّ تطابق في وجهات النظر حولها.
 

في صدارة هذه الأولويات كان الهمُّ اللبناني- الأردني المشترك موضوع النازحين السوريين وما يشكّله من ضغوط على البلدين، وكان تأكيد من الجانبين على أهمية إنهاء هذه المسألة وخصوصاً، بُعدها الإنساني الذي يوجب اعادة النازحين إلى بلدهم في اقرب وقت ممكن.

واللافت، هو تطابق موقف الملك عبدالله والرئيس بري لجهة التواصل الضروري بين لبنان وسوريا، وأيضاً بين الأردن وسوريا لتنسيق هذه العودة.

ومن ضمن هذه الأولويات، موضوع العلاقات العربية- العربية، وضرورة الدفع بها في اتجاه تعزيزها وتطويرها بين الدول العربية كافة، وتنقيتها من الشوائب التي تعتريها، مع التأكيد على تعزيز التضامن العربي في ما يخدم القضايا العربية، وأيضاً في ما يخدم الموقف العربي حيال قضيتهم الأساس، أي فلسطين، ورفض تهويد القدس وتأكيد عروبتها كعاصمة لفلسطين.

على أنّ البارز في هذا السياق، أنّ اللقاء بين الملك عبدالله والرئيس بري، حمل ما يمكن وصفُه بـ«باب فرج كهربائي» للبنان، تبدّى خلال الحديث بينهما حول الشؤون اللبنانية- الأردنية المشتركة.

فعرض بري لواقع الكهرباء في لبنان، وهو أمر تبيّن أنّ الأردن يمتلك فائضاً في الكهرباء على ما قال الملك الأردني، الذي أشار أيضا إلى مشكلة أردنية متأتية من النقص في المياه الحلوة. وهنا اشار بري إلى وجود كميات كبيرة من المياه الحلوة في لبنان، تشكل فائضاً واضحاً.

وتوسّع الحديث في هذا الجانب، حيث استفسر بري عن كلفة الكهرباء في الاردن، وأيضاً إمكانية شرائها، وهنا فاجأ الملك عبدالله الرئيس بري بقوله: «لدى الاردن فائض في الكهرباء، ولدى لبنان فائض في المياه، ففي امكان البلدين إجراء مقايضة بينهما: الكهرباء مقابل المياه». وجرى التوافق في نهاية هذا الحديث على أن تتم متابعة هذا الموضوع بين البلدين بين الجهات المختصة في لبنان والأردن.

في اللقاء ايضاً، استحضر بري ملف الحدود البحرية والخروقات الإسرائيلية والتهديد الإسرائيلي الدائم للثروة التي تكتنزها تلك الحدود من النفط والغاز.

وهنا اشار الملك الأردني إلى زيارة قريبة له إلى الولايات المتحدة الاميركية، فحمّله بري هذا الملف من زاوية بحث الأمر مع الاميركيين وصولاً إلى ترسيم الحدود البحرية، على غرار ما تمّ الأمر عليه بترسيم الخط الأزرق على الحدود البرّية.

كما تطرّق الحديث خلال اللقاء، الذي حضرته سفيرة لبنان في الأردن تريسي شمعون، الى معبر نصيب، فأكّد بري على أهمية هذا المعبر وما يمكن أن يفيد لبنان وسوريا والأردن.

وسبق اللقاء الثنائي، استقبال الملك رؤساء البرلمانات المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في العاصمة الاردنية.

بري أميناً للسر

وكان المؤتمر التاسع والعشرون للإتحاد البرلماني العربي، الذي افتتح أعماله عند الحادية عشرة من قبل ظهر امس في عمان تحت عنوان «القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين»، انتخب بري أميناً للسر للاتحاد، كما انتخب رئيسة مجلس الإتحاد الوطني في الإمارات العربية المتحدة أمل قبيسي نائبة للرئيس.

وقد تكلم في جلسة الإفتتاح رئيس الإتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، الذي أكّد على أنّ القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، مديناً القرار الأميركي بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

كما تكلّم باسم راعي المؤتمر، ملك الأردن عبدالله الثاني، رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، الذي أكّد أيضاً على المسؤولية المشتركة في مواجهة تحدّيات المنطقة.

وأبرز الطراونة فقرة رحّب بها بسوريا وقال: «لا بدّ من تحرّك للتوصل الى حل سياسي في سوريا لتستعيد دمشق دورها كركن أساسي في المنطقة».

من جهة اخرى شارك بري في اللقاء التشاوري لرؤساء البرلمانات العربية المشاركة في المؤتمر، واتفق المجتمعون على ان تكون القدس العنوان الوحيد للمؤتمر.

واستقبل بري في مقرّ اقامته مساء امس رئيس مجلس الاعيان الاردني السابق طاهر المصري.