مع ارتفاع حدة التظاهرات فيها، تصدرت الجزائر عناوين الصحف الفرنسية وقد اعتبرت هذه اليوميات ان الساعات المقبلة قد تكون حاسمة عشية انتهاء موعد تقديم طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية أمام المجلس الدستوري.
 

عطلة الأسبوع قد تشهد انقلابا كاملا في الجزائر

صور تظاهرات الجزائر احتلت الصفحات الأولى تحت عنوان: "الشارع الجزائري وآمال التغيير" كما كتبت "لوموند" في المانشيت فيما "لوفيغارو" اختارت: "الجزائريون يتظاهرون بأعداد كبيرة ضد بوتفليقة" و"لوباريزيان": "عطلة الأسبوع قد تشهد انقلابا كاملا في الجزائر". اما "ليبراسيون" فقد عنونت الغلاف "اندفاع الجزائر".

فساد السلطة المطلقة مطلق

"ليبراسيون" التي خصصت سبع صفحات للملف الجزائري كتبت في افتتاحيتها ان "شعبا ينبض حيوية واملا ومثاليات يستحق أكثر من سخرية تخفي السلطة الفاعلة خلف صورة رئيس عاجز. والحكمة" تابع كاتب المقال "لوران جوفران"، هي في "تداول السلطة وافساح المجال امام انتخابات سلمية ولكن السلطة تفسد كما يقول المثل" اضافت "ليبراسيون" وقد خلصت الى ان "فساد السلطة المطلقة مطلق أيضا حتى لو لم يكن من هو في السلطة في وضع يسمح له بممارستها".

انهيار أسعار النفط حطم التوازن بين الاسلامويين والعسك

"ليبراسيون" نقلت أيضا عن الكاتب الجزائري "بوعلام صنصال" تشاؤمه بسبب "انقسام المجتمع الجزائري" وقد اعتبر "بوعلام صنصال" ان "انهيار أسعار النفط حطم التوازن بين الاسلامويين والعسكر الذي توصل اليه بوتفليقة من خلال إعادة توزيع مداخيل النفط".

لننته من نظام الجيش - الدولة

"لوموند" خصصت أيضا ملفا كاملا للجزائر تحت عنوان "الصحوة" وقد نشرت اليومية في صفحة الرأي مقالا للكاتب الجزائري محمد قاسمي تحت عنوان: "لننته من نظام الجيش-الدولة". ويعتبر محمد قاسمي في مقاله ان "جيش العصابات بقيادة هواري بودين" كما قال، "سلب مدنيي حكومة الجمهورية الجزائرية المؤقتة السلطة منذ اعلان استقلال البلاد الذي ولد ميتا" تابع محمد قاسمي وقد اتهم العسكر بالتعامل مع الجزائر "كغنيمة حرب"، "ما يؤكد" يضيف محمد قاسمي "المقولة الشعبية القائلة بأنه لكل بلد في العالم جيش إلا الجزائر التي يمتلك فيها الجيش البلاد."

ثورة الجنوب الجزائري بدأت في 2013

ونقرأ في "لوموند" أيضا تحقيقا عن ثورة أهالي الجنوب الجزائري ومدينة وارغلا تحديدا الواقعة في منطقة غنية بالثروات النفطية التي لا يستفيد منها الأهالي ما دفعهم للتظاهر تباعا منذ 2013. "لوموند نشرت أيضا مقابلة مع المؤرخة "كريمة ديريش" التي اعتبرت ان "مشاركة الجزائريين بكثرة في التظاهرات الحالية يثبت انهم تخطوا صدمة العشرية السوداء التي اسقطت ما بين مئة ومئتي ألف قتيل في تسعينات القرن الماضي".

حذر فرنسي رغم "الأولوية المطلقة" للملف الجزائري

الصحف تطرقت ايضا الى كيفية تعاطي فرنسا مع الملف الجزائري. فرنسا تتعامل بكثير من الحذر مع ملف يشكل "أولوية مطلقة" بالنسبة لها. "فهي تخشى" تضيف الصحيفة ان "تتهم بدعم النظام إذا ما سكتت وبالتدخل بالشأن الجزائري الداخلي إذا ما تكلمت" وذلك بسبب "خصوصية العلاقة بين فرنسا ومستعمرتها السابقة وحساسيتها".

فرنسا: صمت رسمي لكن المتابعة على اوجها

وتعتبر "لوموند" ان "شبه الصمت الرسمي لم يمنع باريس من إطلاق اشارات واضحة تعبر عن متابعتها الوضع الجزائري عن كثب". ومنها تقول "لوموند" استشارة الرئيس ماكرون ووزير خارجيته لسفير فرنسا في الجزائر والتطرق الى الموضوع خلال مجلس الوزاري. وتخشى السلطات الفرنسية بحسب "لوموند" ان "يخرج الوضع عن السيطرة" نظرا الى اهمية الحضور الجزائري في فرنسا واهمية التبادل التجاري بين البلدين عدا عن المعادلة الأمنية ومكافحة الإرهاب في منطقة الصحراء.

هل يواجه الرئيس ماكرون ازمة "سترات خضراء"؟

بدورها "لوباريزيان" تساءلت في افتتاحيتها "هل سيضطر الرئيس ماكرون الى مواجهة ازمة سترات خضراء تبدو أكثر خطرا من تلك الحاملة اللون الأصفر" وقد اشارت "لوباريزيان" بشكل خاص الى الخشية من تدفق الجزائريين الى فرنسا ولفتت كذلك الى إمكانية محاسبة فرنسا على علاقتها بالرئيس الجزائري العجوز إذا سقط النظام.