أما بالنسبة لحزب الله وجمهوره، فلا تعنيه البتة كل ما جاء بالمؤتمر الصحفي، أصلًا هذا الجمهور يتهم بقرار تنظيمي ويبرّىء بقرار تنظيمي، بعيدًا عن الأرقام والمعطيات والأدلة
 

واهم أنت يا دولة الرئيس فؤاد السنيورة، إذا كنت تعتبر كما قلت في مؤتمرك الصحفي بأن "الأرقام تدحض الأوهام"، فكل ما تناولته على مدار الساعتين ونيف وفصلته ومحصته وجدولته لا قيمة له ولا اعتبار.

كلنا يعرف أن الفساد ونهب المال العام لا يتحمله شخص واحد مهما كان هذا الشخص، فؤاد السنيورة أو غيره، كما أن البراءة ونظافة الكف تحتاج إلى مؤنة عالية جدًا من الجهد والأدلة للتثبت منها، ولا أبرّىء أحدًا منكم من الرؤساء والوزراء والنواب والأحزاب والخدم.

فإن كان من حق الرئيس السنيورة الطبيعي، عقد هكذا مؤتمر ومن حقه أيضًا أن يظهر للرأي العام اللبناني كيف كانت تُصرف الأموال والقواعد "القانونية" التي اعتُمدت يومها بالتوافق والتضامن مع باقي الأطراف والمسؤولين بدون استثناء، وعليه، فالمواطن العادي أمثالنا لا يعنيه "قانونية" الصرف في بلد يقبض اللصوص على التشريع والتدقيق والقضاء والتفتيش والرقابة و و... 

إقرأ أيضًا: حزب الله يهرب من وعوده الإنتخابية عبر إستهداف السنيورة

أما بالنسبة لحزب الله وجمهوره، فلا تعنيه البتة كل ما جاء بالمؤتمر الصحفي، أصلًا هذا الجمهور يتهم بقرار تنظيمي ويبرىء بقرار تنظيمي، بعيدًا عن الأرقام والمعطيات والأدلة، وأما قيادة الحزب فتتهم وتبرّىء وتفتح ملفات أو تغلقها بحسب الموقف السياسي حصرًا، فمن معه سياسيًا هو الشريف النظيف مهما فعل، ومن يخالفه هو المتهم المدان وإن لم يفعل، وهنا تحديدًا تكمن الاشكالية. 

عزيزي فؤاد السنيورة، كان بإمكانك أن تختصر كل ما ورد في مؤتمرك الصحفي وكل تلك الأرقام والجداول بعبارة صغيرة جدًا إذا ما كنت تريد نيّل شرف البراءة من حزب الله وقواعده، ويمكنك إذا رغبت أن تتحول أيضًا إلى رجل دولة وإلى شخصية عروبية مناضلة لا غبار عليها. 

العبارة السحرية لا تحقق لك تاريخ ناصع فقط بل أيضًا مستقبل سياسي ومالي لم تكن انت نفسك لتحلم به: وهذه الوصفة السحرية مجربة ومكفولة عند الكثيرين ممن تعرفهم أنت ونعرفهم نحن ويعرفهم حزب الله أيضًا. 

إقرأ أيضًا: إستقالة ظريف،،، صرخة في وجه الولي الفقيه

لو وقفت يا دولة الرئيس في نقابة الصحافة، أو في بيت الوسط، أو على أبواب عين التينة أو في أي بقة من بقاع الدنيا وصرحت بالفم الملآن بما يلي: "إن سلاح المقاومة هو سلاح شرعي وحاجة وطنية لا يمكن الإستغناء عنه طالما هناك أراضٍ محتلة"، هذه لعبارة وحدها تشكل دليل براءة ونظافة كف، وإذا أردت إسترجاع موقعك السياسي فعليك حينئذٍ زيادة "شوية بهارات" عن العدو الصهيوني الغاشم، ولا بأس بالتذكير بالثلاثية الذهبية مع إضافة إذا أحببت العلاقة المميزة مع سوريا الأسد، والقليل من الوقوف بجانب الجمهورية الإسلامية في محنتها الحالية. 

قُل هذه العبارات يا دولة الرئيس فؤاد السنيورة، وأنا أضمن لك زيارة إلى النبطية أو بنت جبيل مع حفل إستقبال جماهيري حاشد يشبه تمامًا الحشود التي نراها بـ 31 آب، أو تلك التي نشاهدها بـ 25 آيار،، وما حدا بيذكر لا الـ 11 مليار ولا 100 مليار ولا حتى كونداليزا رايس.