من رومية يقول حسين «أنا هيك...أنا سرقت رغيف خبز لأني كنت جوعان...وسارق قبل كتير إشيا...متل شوكولا وبطاطا، وحرامات لإتدفا»
 

في حضنه القاسي، وبين جدران قضبانه المخيفة، يحتضن سجن رومية الكثير من السجناء المختلفين، بينهم القاتل، السارق، المجرم، واللافت أيضاً الضحية!


وخلف نوافذ كل زنزانة تعلو أصوات الإجرام حيناً، وأصوات الحق والظلم حيناً آخراً، ليصبح هذا السجن رواية تفتح وسائل الإعلام ابواب شاشاتها على قصص مرعبة عن "غابة رومية" التي اجتمع فيها المجرم والضحية والمظلوم


وهذه المرة، ورغم الحلقات الكثيرة التي احدثت انتقادات كثيرة تراوحت بين الرفض والخروج عن المألوف والجرأة الوقحة في بعض الأحيان، استطاع الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان ان يخرج من المواضيع المثيرة للجدل، داخلاً إلى "عالم رومية" بجدارةٍ فائقة، ناقلاً إلى الرأي العام معاناة انسانية عبر برنامجه الأسبوعي "انا هيك" على قناة "الجديد"، ليسأل الشاب حسين (17 عاماً) من داخل مبنى الأحداث في رومية، قائلاً: "شو تهمتك"، ليرد "سرقة"، فيسأله نيشان "شو سرقت"، فيجيب حسين "رغيف خبز"، لتبدو علامات الإستغراب على وجه نيشان قائلاً: "إنت كرمال رغيف خبز برومية؟!!"، فيقول حسين: "إيه سرقت لأني كنت جوعان"!.


وسرعان ما اندفع فضول نيشان لمعرفة ما إذا كانت المرة الأولى التي يسرق فيها حسين، ليجيب الأخير قائلاً: "ايه سارق قبل كتير إشيا"، فيسأله نيشان مجدداً "متل شو"، ليرد حسين: "شوكولا وبطاطا هيك إشيا لما كون جوعان، وحرامات وأيا شي اتدفا في...".

 

إقرأ أيضاً: لبنان يخسر انجازات ابنائه!

 


واللافت ان حسين كان يعيش في ميتم قد هرب منه لاحقاً، مشيراً إلى أنه سرق من الميتم أيضاً مبلغ 150$ اشترى به "نرجيلة".


تهمة حسين سرقة الطعام، واحتياجاته اليومية من هذه الحياة الظالمة، التي حرمته من والديه اللذين لا يعرفهما مرة، والتي عذبته بظلم دولة لا مبالية ألف مرة، فكانت عقوبته السجن في مبنى الأحداث داخل رومية، وعندما سُئل ماذا سيفعل لدى خروجه من السجن يجيب حسين حائراً: "مطرح ما الله بحطني، الله بدبر، بدي كفي تعليمي، وفتش عشغل"، دون أن يعلم ان ما ينتظره خارج رومية ظلم أكبر، دون ان يسمع ان هناك والداً يُدعى جورج زريق حرق نفسه لأنه لم يستطع تأمين القسط المدرسي لأولاده، ودون أن يعلم أيضاً أن هناك والد سرق ربطتي خبز وزجاجة بيبسي في طرابلس لإطعام أطفاله، والأهم دون ان يعلم أن هناك وزير استغل وزارته ونهب اموالها، وان هناك نائب يعيش على أكتاف وارزاق الشعب الذي صوت له، وهناك سياسي سرق المليارات، وفي النهاية يقولون لبنان على ابواب الإفلاس!