أنطون سعادة، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولد في 1 آذار، تلقى علومه في مدرسة "الفرير" في القاهرة، وبعد وفاة والدته عاد إلى لبنان وأكمل علومه في مدرسة "برمانا"، عام 1919 هاجر مع أخوته إلى الولايات المتحدة الأميركية وبعدها انتقل إلى البرازيل حيث بدأ بدراسة اللغات كما اتجهت قراءاته إلى الفلسفة والتاريخ وعلم  الاجتماع والسياسة، وما لبث أن شارك والده في إصدار صحيفة "الجريدة"، وفي العام 1927 أسس "حزب السوريين الأحرار" الذي توقف نشاطه بعد ثلاث سنوات، لينصرف إلى التعليم في بعض المعاهد السورية في ساو باولو، كما شارك في بعض اللجان التربوية التي أقامتها الحكومة البرازيلية، عاد إلى لبنان عام 1930، ليسافر بعدها إلى دمشق لدراسة إمكانية العمل السياسي فيها، فمارس التعليم وكتب سلسلة من المقالات في الصحف، لكنه سرعان ما عاد إلى بيروت وبدأ بإعطاء دروس من خارج الملاك في اللغة الألمانية في الجامعة الأميركية في بيروت، وقد حفلت المحاضرات ببواكير فكرة القومي الاجتماعي في مرحلة ما قبل إعلان الحزب، وهو ما تمخض عنه المنهج الفكري للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه عام 1932، وقد كان حزباً سرياً بسبب الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا. وبعد أن أصبح انتشار الحزب ملموساً في الأوساط الشبابية والثقافية، أقام سعادة الاجتماع العام الأول رغم سرية الحزب، لكن سلطات الانتداب الفرنسي سرعان ما اكتشفت أمر الحزب، فاعتقل عدة مرات بتهمة تشكيل جمعية سرية والإخلال بالأمن العام، عام 1938 غادر لبنان في جولة على فروع الحزب وفور مغادرته قامت سلطات الانتداب بمداهمة مركز الحزب، كما أصدرت مذكرة قضائية بمحاكمة سعادة، سجن شهراً في البرازيل فغادر إلىالأرجنتين، وبعد خروجه أصدر صحيفة "الزوبعة"، ثم بعد جلاء القوات الفرنسية وصلت طائرة سعادة إلى بيروت عام 1947، قام بإطلاق حركة مواجهة قومية شاملة خلال حرب فلسطين، وفي عام 1949 حدثت عدة صدامات بين أعضاء الحزب والسلطة خلال احتفالات آذار ثم لجأ على إثرها سعادة إلى دمشق عقب الانتخابات البرلمانية الملغاة ، ليتم تسليمه للسلطات اللبنانية بعد شهر فحاكمته وفجر 8 تموز عام 1949 نُفذ حكم الاعدام بحقه.