هل يستقيل نتنياهو على خلفية الاتهامات القضائية؟
 

تتقدم قضية الاتهامات التي وجهها المستشار القضائي للحكومة ضد رئيس الوزراء نتنياهو على بقية الملفات في الداخل الاسرائيلي وسط دعوات لاستقالته.

 

يديعوت أحرونوت
 
نتنياهو يؤكد لبوتين أن إسرائيل مصممة على الاستمرار في سياستها الحازمة ضد إيران
 
 
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الأربعاء) اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، هو الاجتماع الرسمي الأول بينهما منذ حادثة إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية في سورية في أيلول/سبتمبر الفائت.
 
وقال نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع، إن حكومته مصممة على الاستمرار في سياستها الحازمة ضد إيران التي تطالب بتدمير إسرائيل، وتسعى للتموضع عسكرياً في سورية. وأعرب عن اعتقاده أن العلاقة المباشرة بين إسرائيل وروسيا هي عنصر أساسي في منع أي مخاطر واحتكاكات بين جيشي البلدين، كما أنها تساهم في الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
 
ورحب بوتين بنتنياهو لكنه لم يذكر إيران أو سورية تحديداً في أقواله. وأكد أهمية استمرار التعاون بين البلدين، وأشار إلى أن روسيا كانت داعمة لإقامة إسرائيل.
 
ودعا نتنياهو بوتين إلى زيارة القدس لحضور مراسم تدشين نصب تذكاري للجنود السوفيات الذين سقطوا خلال حصار لينينغراد في أثناء الحرب العالمية الثانية. وقبل بوتين الدعوة فوراً، وقال إن ذكرى الجنود الذين قُتلوا في لينينغراد مقدسة. وسيقام النصب التذكاري في حي [مستوطنة] أرمون هنتسيف في القدس الشرقية المطل على البلدة القديمة.
 
وقال نتنياهو أيضاً إن حكومته قررت مؤخراً تمويل متحف جديد مخصص لنصف مليون جندي يهودي حاربوا مع الجيش الأحمر السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية.
 
وحضر الاجتماع من الجانب الإسرائيلي كل من وزير شؤون البيئة زئيف إلكين، ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي ["أمان"] اللواء تامير هايمان.
 
وقرر نتنياهو تقصير مدة زيارته إلى روسيا وعاد إلى إسرائيل مساء أمس.
 
واتخذ نتنياهو قراره هذا في إثر أنباء عن إمكان قيام المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت بنشر قراره بخصوص ملفات التحقيق مع رئيس الحكومة اليوم (الخميس)، بالإضافة إلى الأزمة التي اندلعت جرّاء قيام قناة التلفزة الدعائية التابعة لحزب الليكود بتصوير فيلم ضد رئيس تحالف "أزرق أبيض" بني غانتس مع خلفية قبور جنود إسرائيليين على جبل هيرتسل في القدس.
 
من ناحية أخرى قالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة إن نتنياهو اتفق مع بوتين على تشكيل طاقم مشترك للبلدين وجهات أخرى لبحث إخراج القوات الأجنبية من الأراضي السورية. ونقلت عن نتنياهو قوله إن إعادة سورية إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب الأهلية هي هدف مشترك لإسرائيل وروسيا.
 
وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن الاجتماع مع بوتين تناول تداعيات نصب منظومة الصواريخ "إس 300" في سورية بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية في أيلول/سبتمبر الفائت، وكذلك نشاطات حزب الله في سورية ولبنان.
 
 
معاريف
 
اعتقال القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى ومحافظ القدس
 
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأربعاء) بنشر نبأ قيام جهاز الأمن العام ["الشاباك"] والجيش الإسرائيلي ووحدة محاربة الإرهاب باعتقال زكريا الزبيدي الذي كان سابقاً قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح بشبهة ضلوعه في نشاط إرهابي خطر. كما اعتقل في هذه القضية طارق برغوث وهو محام من القدس الشرقية. وتمت إحالتهما إلى التحقيق.
 
وفي القدس اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الليلة قبل الماضية محافظ القدس عدنان غيث من منزله في بلدة سلوان شرقي المدينة.
 
وقالت مصادر مسؤولة في الشرطة إن اعتقال غيث جاء على خلفية شبهات بممارسة نشاطات للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية بخلاف الاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والسلطة بهذا الشأن.
 
 
هآرتس
 
قائد إحدى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة: احتضان نتنياهو لحزب "قوة يهودية" يلحق ضرراً فادحاً بقدرة اليهود الأميركيين على الدفاع عن إسرائيل
 
 
ما زالت المساعي القوية التي بذلها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تحالف بين قائمة "البيت اليهودي" وحزب "قوة يهودية" الذي يقوده تلامذة الحاخام العنصري مئير كهانا، تثير ردات فعل منددة في أوساط المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة.
 
وقال رئيس اتحاد الحركة اليهودية الإصلاحية في الولايات المتحدة الحاخام ريك جيكوبس إن هذه الخطوة تلحق ضرراً فادحاً بقدرة اليهود الأميركيين على الدفاع عن إسرائيل.
 
وأضاف جيكوبس أن التحالف مع حزب "قوة يهودية" كان صادماً إلى درجة أن المنظمات التي تحرص عادة على عدم التدخل في قرارات رئيس الحكومة شعرت بأنها مجبرة على الرد. وأشار إلى أنه ليس من المبالغة القول إن هذا الأمر شبيه بالترحيب بجماعة "كو كلوكس كلان"، وهي منظمة عنصرية أميركية متطرفة تؤمن بتفوق العرق الأبيض، في أروقة السلطة في الولايات المتحدة.
 
وقالت الحاخامة ديبرا نيومان كامين، رئيسة الجمعية الحاخامية المحافظة، إن الخطوة هي حالة أخرى سيجد فيها القادة اليهود الأميركيون صعوبة مع التعامل مع قرارات يتخذها نتنياهو ولا تعكس قيمهم. وأضافت أنه لا يجب الاستمرار في شرعنة "قوة يهودية" بأي شكل من الأشكال، وأعربت عن أملها بأن يعود الحزب إلى مكانة لا أهمية له فيها.
 
وكانت منظمة "إيباك" [اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة] انتقدت نتنياهو بصورة غير مباشرة لدوره في إقامة قائمة مشتركة لحزبي "البيت اليهودي" و"قوة يهودية". وجاء في تغريدة نشرتها هذه المنظمة في حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في نهاية الأسبوع الفائت، أن "قوة يهودية" حزب عنصري يستحق الشجب، وأكدت أن المسؤولين في هذه المنظمة امتنعوا طوال السنوات من الاجتماع مع ناشطين من هذا الحزب. ومن المقرر أن يشارك نتنياهو في المؤتمر السنوي لمنظمة "إيباك" الذي سيعقد في واشنطن قبل أسبوعين من انتخابات الكنيست التي ستجري يوم 9 نيسان/أبريل المقبل.
 

هآرتس


من خلال التهريب بالحقائب، إيران تطور منظومة صواريخ حزب الله

عاموس هرئيل - محلل عسكري

تقريران نُشرا في الأسابيع الأخيرة يستندان إلى حد بعيد إلى الاستخبارات الإسرائيلية، يكشفان تفاصيل جديدة عن الخطة الإيرانية لتحسين قدرة دقة الصواريخ التي يملكها حزب الله. بالاستناد إلى التقريرين، "مجموعة أدوات الدقة" التي تحاول إيران تهريبها إلى لبنان عن طريق سورية، تعتمد على أجهزة توجيه عبر الأقمار الصناعية (جي – بي- أس) لا يتجاوز حجمها حجم حقيبة يمكن الصعود بها إلى الطائرة. ويتركز الجهد الإيراني على تحويل صواريخ من طراز زلزال -2 التي يبلغ مداها نحو 200 كيلومتر. وبحسب الاستخبارات، لدى حزب الله نحو 14 ألف صاروخ من هذا النوع.


في مقال منشور على الموقع الإلكتروني الأميركي "ديلي بيست" يقتبس الصحافي نري زيلبر عن ضباط من الاستخبارات الإسرائيلية كشفهم لمعلومات تفصيلية عن مشروع إيران وحزب الله للصواريخ الدقيقة. قال الضباط لزيلبر إن الهجمات الجوية الإسرائيلية (رئيس الأركان المنتهية ولايته غادي أيزنكوت تحدث عن 2000 قذيفة وصاروخ أطلق خلال سنة 2018 على الجبهة الشمالية) أجبرت إيران على وقف تهريب شاحنات صواريخ وقطع صواريخ، وتركيز جهدها على تهريب أجهزة أصغر. ويجري تهريب هذه الأجهزة من إيران إلى لبنان بواسطة سيارات وأحياناً بواسطة مسافرين على رحلات جوية تجارية.


يحوّل الإيرانيون صاورخاً "غبياً" لا يمكن التحكم فيه عن بعد إلى صاروخ مزود بجهاز جي – بي - إس وأجهزة أخرى، تسمح بالسيطرة على الصاروخ حتى وصوله إلى الهدف، وبدرجة عالية من الدقة نسبياً (على بعد 10 وحى 50 متراً من الهدف). وفي إمكان طاقم تقني خبير تحسين الصاروخ خلال ساعتين أو ثلاث ساعات من العمل وتحويله إلى صاروخ "ذكي"، من خلال تغيير جزء من الصاروخ يربط بين المحرك والرأس المتفجر. بعد ذلك يجري إدخال تفاصيل تتعلق بنقطة الهدف من خلال كومبيوتر محمول، "وهذا يحوله إلى سلاح سهل الاستخدام مثل التطبيقات الذكية" قال أحد الضباط.


في أيلول/ الماضي كشف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن وجود ثلاثة مواقع تحت الأرض بالقرب من المطار الدولي في بيروت، عمل فيها، بحسب كلامه خبراء إيرانيون ولبنانيون على تحويل الصواريخ. أخليت هذه المواقع خلال أيام معدودة وكذبت الحكومة اللبنانية حقيقة وجودها. هذه الخطوة الإسرائيلية دلت على أن الحكومة تفضل تمرير تحذير علني بدلاً من مهاجمة مواقع مباشرة، وهذه خطوة يمكن أن تؤدي إلى حرب جديدة مع حزب الله.


قال عناصر الاستخبارات الإسرائيلية للديلي بيست إن تسمية هذه المواقع "مصانع" أمر خطأ. بحسب كلامهم يمكن القيام بهذه العمليات أيضاً داخل غرفة مكتب عادي. هم يتحدثون عن لعبة قط وفأر مع عناصر حزب الله والإيرانيين في إطار محاربة التهريب، ويقولون إن الأخيرين يجيدون طمس آثارهم. وأضافوا أن إسرائيل تحرز تفوقاً على الرغم من الأهداف الصغيرة التي يجب أن نكتشفها. "هذا ما نفعله الآن، نطارد حقائب" قال الضباط.


أعلنت بريطانيا هذا الأسبوع أنها قررت إدخال الذراع السياسية لحزب الله ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى ذراعها العسكرية. تظهر وثيقة تفصيلية نشرها معهد أبحاث بريطاني مؤيد لإسرائيل، يبدو أنها هي أيضاً تستند إلى معلومات استخباراتية من إسرائيل، أن العملية الإيرانية لتحسين دقة الصواريخ تتركز على تحسين 14 ألف صاروخ زلزال-2 لدى حزب الله. وجاء في الوثيقة أن تكلفة التحسين تتراوح بين 5000 إلى 10000 دولار.
بحسب المعهد، تشير التقديرات إلى أن عدد الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله الآن يتراوح بين 20 إلى 200 صاروخ فقط. لكن هذه الصواريخ، بالإضافة إلى الكتلة الهائلة من الصواريخ والقذائف غير الدقيقة (ما بين 150 ألف في تقدير الجيش الإسرائيلي) قادرة على إلحاق الضرر بأهداف  لها علاقة بالبنية التحتية في إسرائيل.


بحسب الوثيقة، بالنسبة إلى إيران المشروع في لبنان هو "حالة اختبار يمكن نسخها". تعمل إيران في هذا الاتجاه في اليمن، وتحاول هناك تحسين دقة الصواريخ لدى المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون الحكومة المحلية المدعومة من السعودية. وجود سلاح دقيق في حوزة المتمردين الحوثيين يمكن أن يعرض للخطر أيضاً قواعد أميركية في الخليج الفارسي [العربي].


قال الضباط الإسرائيلون للديلي بيست إن إسرائيل انتصرت في "حرب الظلال" التي تخوضها ضد القوات الإيرانية، وعلى رأسها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.


وكان أيزنكوت قد قال لصحيفة النيويورك تايمز في كانون الثاني الأخير إن سليماني أخطأ في اختيار ساحة الصراع مع إسرائيل في أراضي سورية، لأن الجيش الإسرائيلي يملك تفوقاً جوياً واستخباراتياً كاملين. وبحسب كلامه، العمليات الإسرائيلية منعت تحقيق الهدف الإيراني في الساحة الشمالية الذي شمل نشر نحو مئة ألف مقاتل شيعي من العراق، وأفغانستان، وباكستان في سورية، وعملية غسل دماغ دينية - شيعية للمواطنين السوريين، وبناء قاعدة جوية، وبحرية، واستخباراتية، ونشر منظومات سلاح، بينها بطاريات دفاع جوي وطائرات من دون طيار.

 

مندلبليت يتهم نتنياهو بـ"الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة"

اتهم المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمخالفات فساد خطيرة، وقرر تقديم لائحة اتهام ضده وتقديمه للمحاكمة، بعد إخضاعه لجلسة استماع، بتهم "تلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة"، وذلك بعد نحو عامين من التحقيقات.

وأعلن مندلبنت أنه أبلغ محامي نتنياهو قراره توجيه "عدة تهم جنائية ارتكبت خلال فترة توليه منصب رئيس الحكومة ومنصب وزير الاتصالات، في الملفات المعروفة باسم ‘الملف 1000‘ و‘الملف 2000‘ و‘الملف 4000‘".

وعبر مندلبنت عن رغبته في عقد جلسة استماع مشفوع بالقسم، حيث سيحصل نتنياهو على فرصة للدفاع عن نفسه قبل تقديم الاتهامات.

ولفتت صحيفة "هآرتس" إلى أنه هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توجيه تهمة تلقي الرشوة لرئيس حكومة إسرائيلي (لا يزال يشغل منصبه رئيسًا للحكومة)، وذلك في سياق التحقيقات بـ"الملف 4000"، الذي تضمن كذلك تهم "الاحتيال وخيانة الأمانة".

وفي "الملف 1000" (الحصول على منافع شخصية من رجلي الأعمال أرنون ميلتشين وجيمي باركر)، قرر مندلبليت اتهام نتنياهو بـ"الاحتيال وخيانة الأمانة"، فيما شملت لائحة الاتهام ضده، تهمة "خيانة الأمانة" في إطار التحقيقات بـ"الملف 2000" (محادثات نتنياهو مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزيس).

ويتهم نتنياهو في "الملف 4000"، بتلقي الرشوة على خلفية قيامه بدفع مصالح رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش، مالك شركة "بيزك" وموقع "واللا"، مقابل تغطية إيجابية لأخبار نتنياهو في موقع "واللا" الإخباري واسع الانتشار.

واعتبر مندلبليت أن نتنياهو طالب بالتدخل في محتوى موقع "واللا"، وكتب: "طلبت نشر رسائل سياسية محددة ورغبت في ترويجها وتمريرها للجمهور، منها طلبك المباشر بتكثيف بث مقطع فيديو لك خلال انتخابات 2015 قلت خلالها 'إن العرب يتدفقون لصناديق الاقتراع' ودعوت ناخبي اليمين للتصويت".

وسلم المستشار القضائي للحكومة ملف الشبهات للمحامين الموكلين بالدفاع عن جميع المتهمين المتورطين في هذه الملفات، فيما قرر مندلبليت تأجيل نشر مواد التحقيق في ملفات الفساد "الملف 1000" و"الملف 2000" و"الملف 4000"، إلى ما بعد الانتخابات، وقبل تشكيل الحكومة، وتحديدًا في العاشر من نيسان/ أبريل المقبل، منعًا لاستخدامها كمواد دعائية في الحملة الانتخابية.

وأعلن مكتب نتنياهو، الذي اختصر برنامج زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، وعادًا مبكرًا، للتعامل مع إعلان مندلبليت عن قراره حول ملفات الفساد المنسوبة لنتنياهو، أن الأخير سيرد على القرار بتقديم لائحة اتهام ضده، في مؤتمر صحافي، يعقد في الساعة الثامنة من مساء اليوم،

فيما وصف حزب الليكود، قرار مندلبليت بأنه "ملاحقة سياسية"،  واعتبر أن "النشر الأحادي الجانب لقرار المستشار القضائي قبل شهر من الانتخابات، دون إعطاء رئيس الحكومة فرصة لدحض هذه الاتهامات الباطلة، هو تدخل صارخ وغير مسبوق في الانتخابات".

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد رفضت، بعد ظهر اليوم، الخميس، التماسات طالبت بإصدار أمر احترازي يمنع مندلبليت، من الإعلان عن قراره بتقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو، قبل انتخابات الكنيست. وانضم حزب الليكود إلى هذه الالتماسات صباح اليوم.

ويأتي إعلان مندلبليت قبل 40 يومًا على انتخابات الكنيست المقرر إجراؤها في التاسع من نيسان/ أبريل المقبل، التي يواجه فيها نتنياهو تحديا صعبا حيث يتصدر تحالف "كاحول لافان" بقيادة بيني غانتس ويائير لبيد، استطلاعات الرأي متقدمًا على الليكود.

 

نتنياهو: الاتهامات هدفها إسقاطي.. سأحكم لسنوات عديدة


 حمّل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ما وصفه بـ"معسكر اليسار"، مسؤولية دفع المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، إلى تقديم لائحة اتهام ضده بتهم "تلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة"، فيما تعهد بتفنيد كافة الشبهات الجنائية ضده.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده نتنياهو مساء اليوم، الخميس، للرد على قرار مندلبليت الذي أعلن عنه في وقت سابق من مساء اليوم، وقال إن اليسار شرع في "حملة صيد" ضده لإسقاط حكم اليمين بقيادته في محاولة لصعودهم إلى السلطة.

واتهم نتنياهو المدعي العام الإسرائيلي، شاي نيتسان، والمدعية العامة لمنطقة تل أبيب، ليئات بن آري، بالتمييز ضد ناشطي اليمين وإنفاذ انتقائي للقانون، وقال: "بن آري منعت في العام 2013 التحقيقات ضد تسيبي ليفني بحجة أن ذلك يعد تدخلا في الانتخابات، هل من قبيل الصدفة تصرّف نيتسان بتمييز ضد ناشطي اليمين، وعمل على إنفاذ انتقائي للقانون؟ بات ذلك واضحًا هناك قانون واحد يطبق على الجميع، وقانون واحد مخصص ضد نتنياهو، هناك قواعد انتخابية للجميع وقواعد مخصصة لنتنياهو"، كما اتهم النيابة العامة بـ"تهديد الشهود" في القضايا بالسجن في حالة عدم تقديمهم شهادات ضده.

وتعهد نتنياهو بتفنيد كافة الشبهات الجنائية، التي وصفها بـ"فتراءات ليس لها أساس"، وقال: "أؤكد لكم، كل الادعاءات سوف تنهار وتنسف لن يتبقى منها ولو حتى ذكرى غبار، وذلك عندما أواجه شهود الملك الذين شهدوا زورًا ضدي وأدلوا بشهادات كاذبة".


ووصف نتنياهو اتهامه بالفساد بأنها "مطاردة غير مسبوقة ضده، وملاحقة سياسية تهدف إلى إسقاط اليمين، وإعادة اليسار للسلطة"، مضيفًا أن "بيت الورق هذا سينهار برمته"؛ وقال نتنياهو: "أنا المتهم الوحيد في التاريخ بـ‘التغطية الإيجابية‘، لا شيء في القانون يصف التغطية الإيجابية في الأخبار على أنها رشوة".

وأشار نتنياهو، الذي استهل خطابه بالتركيز على ما اعتبرها "إنجازاته السياسية"، وعلى رأسها العلاقات الخارجية لإسرائيل وأنه جلب الأمن للمواطنين، إلى أن "معسكر اليسار لا يستطيع الانتصار على معسكر اليمين هم يعرفون أنه بفضل إنجازاتنا فإنه ببساطة لا يستطيع ضربنا في الانتخابات من خلال صناديق الاقتراع".

وتابع "قرر اليسار بالتعاون مع وسائل إعلام ومسؤولين في المستوى القضائي، شن حملة تستهدف عبر الضغط على المستشار القضائي للحكومة، لإصدار قرار بتوجيه لائحة اتهام ضدي، كي تسقط حكومة اليمين وتتولى حكومة يسار يقودها (رئيس الأركان السابق، بيني) غانتس".

وقال نتنياهو إن "هذا المسعى نجح اليوم في توجيه لائحة الاتهام ضدي"، واصفا الأمر بأنه "خطير جدا وغير مسبوق في تاريخ إسرائيل أن يتم توجيه لائحة اتهام (ضد مرشح) قبل الانتخابات".

وأضاف "حملة مطاردة لم يسبق لها مثيل، وملاحقة سياسية بهدف وحيد هو إسقاط الحكومة اليمينية تحت قيادتي، وإيصال السلطة لحزب لبيد وغانتس اليساري. الذي سيحظى بدعم الأحزاب العربية"، وأضاف "وظفوا صحافة متسلطة لا تقاوم، وهدفهم إثارة الرأي العام ضدي".

وقال "حاليا لا شيء ضدي.. وهم أيضا يواصلون سفك دم زوجتي ويطاردون ابني منذ ثلاث سنوات، وحملة الصيد هذه شملت ستة ملفات بالرشوة لكنها بدأت تنهار... فمنذ الآن انهارت خمسة منها وسينهار الباقي عندما أواجه المدعي العام للدولة".

وشدد نتنياهو على أن "القضايا ستسقط" وقال "أنا اعتزم أن أواصل خدمة الدولة من منصب رئيس الحكومة، سأحكم لسنوات عديدة".

غانتس يدعو نتنياهو للاستقالة

بدوره، دعا رئيس تحالف "كاحول لافان"، وأبر منافسي نتنياهو على منصب رئاسة الحكومة، بيني غانتس، نتنياهو إلى الاستقالة فورا من منصبه. وقال في تصريحات أطلقها خلال مؤتمر صحافي عقد مساء اليوم: "نتنياهو، أتوجه إليك وأطلب منك إظهار كامل المسؤولية القومية والاستقالة من منصبك، وعند إثبات براءتك، يمكنك العودة إلى العمل السياسي مرفوع الرأس".

وأكد غانتس أن" كاحول لافان" لن تنضم لحكومة برئاسة نتنياهو، وقال "الجلوس معه أمر غير مطروح على الإطلاق"، وطالب نتنياهو "بالتوقف عن مهاجمة سلطة القانون والقضاء في إسرائيل، ووقف الحملات التي تطال المسؤولين في سلك القضاء".

وتابع غانتس مخاطبًا نتنياهو، "اليوم اخترت أن تسلك طريق خاطئة كرئيس للحكومة، بدلا من تغليب المصلحة العامة اخترت تغليب مصلحتك الشخصية، هذا خيار سيئ لن نشاركك به".

وقال غانتس: "نتنياهو الذي عرفته لم يكن سيجر الدولة والشعب إلى وضع يكون فيه رئيس حكومتنا رئيس حكومة بدوام جزئي، دعونا نتخيل واقع حياتنا عندما يضطر رئيس الحكومة إلى تقسيم وقته بين المحاكم وبين تعامله مع القضايا الحرجة لدولة إسرائيل... دعونا نتخيل رئيس الحومة الذي تحتل وضعه القانوني معظم حياته. إسرائيل تستحق أكثر من ذلك".