تُعتبر الطباعة ثلاثية الأبعاد واحدة من أبرز أساليب التصميم وإعادة التدوير التي توصلت إليها التكنولوجيا في السنوات الأخيرة، وبدأت تنتشر بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم.
 

بعد التطوّر الكبير الذي حصل في تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد دخلت مرحلة جديدة من الإستخدامات طالت قطاعات مثل الحرف اليدوية وتصميم الأثاث وحتى بناء المنازل والسيارات والقطع المختلفة. وتُمكّن هذه التقنية من طباعة النماذج الحقيقية مهما كان شكلها وحجمها بطريقة سريعة وسهلة، وبالحدّ الأدنى من التكاليف.

فوائد متعددة

تقدّم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للمحترفين والهواة، إمكانية خلق النماذج الحقيقية بوقت قصير وبتكلفة مالية منخفضة مقارنة بالطرق السابقة، عبر طابعات منزلية لا يتجاوز سعرها الـ 1000 دولار.

أما بالنسبة للشركات، فتعمل هذه التقنية على تسريع تطوير المنتجات لديها، كما تستعمل لتقديم منتجات معدّلة بالشكل الذي يرغبه الزبون لزيادة المرونة في عملية الإنتاج.

كذلك، يتمّ إستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في المجالات الطبية، حيث سهّلت تصميم الأطراف والمفاصل الصناعية وغيرها من الأدوات الطبية، وتخفيض تكاليفها بشكل كبير جداً.

في السياق عينه، يمكن إستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد في مجال التعليم للمساعدة في تصنيع العديد من المجسمات التوضيحية للطلاب بأقل التكاليف الممكنة.

وأظهرت دراسة حديثة، الأهمية الكبيرة التي تملكها الطباعة ثلاثية الأبعاد بالنسبة للكثير من الشركات وإدراكها للميزات الكبيرة التي تقدمها في مختلف مراحل الإنتاج وصناعة السلع والخدمات.

وأشارت أنّ 57% من الشركات بدأت تستخدم طابعات ثلاث في تصميم النماذج الأوّلية وتطبيق التصاميم الخاصة بمنتجاتها، ما يسرّع في الانتهاء من المنتج ووصوله إلى السوق بأقل وقت ممكن.

وكشفت الدراسة أنّ الشركات الأميركية تأتي في صدارة مقدمي منتجات طابعات ثلاثية الأبعاد تليها الشركات الأوروبية.

ميزة أساسية وهامة

لا يختلف إثنان على مدى الأهمية الحالية التي تشغلها الطابعات ثلاثية الأبعاد حالياً وما ستتحول إليه في السنوات المقبلة. فعلى المدى القصير أكدت شركات عدة أنها ستزيد إستثمارها في هذه التقنية ومنتجاتها، وأنها ستصبح ميزة أساسية في إستراتيجياتها الآتية.

وإضافة إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد الثابتة بما تقدمه من ميزات في توفير التكاليف وإعادة التدوير للكثير من المواد، ظهرت تقنيات جديدة مشابهة عبارة عن طابعات متحركة، ما سيساهم بقوة في تحفيز قطاعات إقتصادية أساسية وهامة إلى إستخدامها مثل قطاع العقارات والإعمار.

وفي السنوات المقبلة ستشهد هذه الطابعات تطورات وابتكارات جديدة، ما سيزيد قدرتها على الدخول في مختلف المجالات، خصوصاً مع زيادة إقتناع مختلف الشركات لضرورة مواكبة تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومحاولة اللحاق بالثورة الضخمة في هذا المجال.