أي أثر لموقف البريطانيين المستجد من حزب الله على الحزب ولبنان في اللخظة الراهنة التي يمر بها الحزب؟
 

كان يحاصر الجميع في تشكيل الحكومة واستطاع أن يكون الفاعل والمؤثر الأوّل في الوصول إلى الحلول المناسبة بعد رضوخ طوعي لمرجعيته الوطنية والاستسلام القسري لوجهات نظره في السياسات المحلية.

 

كان كل شيء يسير لصالح الحزب من التشكيل الحكومي إلى بداية جيدة لتجربة وزير جديد في وزارة الصحة إلى تأسيس مقاومة كلامية ضدّ الفساد على لسان كتلة الوفاء التي جُمدّ أحد نوابها لصراحة منه في موقف مضمر في اللحظة الراهنة وعُدّ ذلك بمثابة تجديد في الآداء السياسي لصالح اللبننة المتهم الحزب في تجربتها وفي الايمان بها كونه إسلامي على الطريقة الفارسية كما يوصّفه اللبنانيون المختلفون فيه ومعه.

 

حرّك الحزب إبرة الساعة السياسية باتجاه آخر واطلق نوابه صيحات هيهات منا الذلة وبات المتلعثم خطيباً مفوهاً في مادة يدّعي أصحابها البراءة منها وهذا ما كشفته تصريحات النائب فضل الله حول الفساد، وهذا ما كشفته ردود كتلة المستقبل عليه وما سيثير السنيورة من زوابع كثيرة في اتجاهات متعددة ردّاً على اتهامات طالت مؤسس لبنان التنمية الشهيد رفيق الحريري.

 

إقرأ أيضًا: الأسد ساعي بريد روسي

 

لم يستمر كثيراً سُكّر الحزب في الشاي اللبناني إذ حدثت أحداث كسّرت  المعلقة التي يحرك فيها الحزب سُكّره بعد أن قرر الأمريكيون البقاء في سورية ضمن صفقة عمل مع الأتراك والتي تتضمن الضغط على الروس كيّ يخرجوا ايران من سورية وبعد أن قدم جواد ظريف استقالته لأسباب مجهولة المصادر حتى الآن مما هزّ الدولة التي لا تحتاج إلى عيوب منتشرة على سطوح العرب والغرب في مرحلة لا تحتاج فيها ايران إلى فتح ملفات داخلية خاصة وأن اقتصاد ايران تسوده بطالة مرتفعة وعملة هابطة وسوق نائم وصرخات مكبوتة وهي تنتظر الفرص السياسية لخروج الفقراء عن فقرهم والمتضررين عن ضررهم بوجه حكومة لا حول لها وقيادة  "حرسية" غير معنية بأحوال الداخل وكل همها تحقيق انتصارات  خارجية أسوأ من الهزائم.

 

كما أن موقف البريطانيين من حزب الله في اعتباره حزباً ارهابياً قد ضاعف من مرارة المرحلة التي يمرّ بها الحزب وهذا ما سيترك أكثر من آثر سلبي على دور الحزب في الحكومة وعلى تعامل الحكومة في السياسة الخارجية وكيفية حلّ الكثير من الالتباسات المشتركة ما بين نظرتي العرب والغرب للحكومة اللبنانية في ظل سمفونية سيطرة الحزب الكاملة على الحكومة وعلى الرئاسات وهذا ما أكدته زلة لسان نائب كتلة الوفاء عندما حشرحلفائه في زاوية الاتهام العربي والغربي عندما قال بأن بندقية المقاومة هي التي أتت برئيس الجمهورية وهذا ما يسيء ويخدش وفيه ما يعزّز من الأقوال التي ترى بأن الرئاسات في لبنان هي من صنع قوّة حزب الله لا من صنع الاستحقاقات الدستورية والقانونية.