ما هي آفاق الحرب بين إيران وإسرائيل وما هي توقعاتها؟
 
يقول الادميرال علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني أن إيران ستتخذ أسلوبا مختلفا جدا في الرد على اعتداءات الكيان الصهيوني لسوريا في العام 2019، مضيفا أننا اتخذنا بعض الإجراءات لنحافظ على خطوطنا الحمراء من ناحية الخسائر البشرية الناجمة عن أي اعتداء صهيوني، جرى القيام بهذا الأمر بالتعاون مع الجيش السوري ومجموعة الحلفاء في هذا البلد وستشهد قريبا تطورا مهما في مجال تعزيز قوة ردع المقاومة في سوريا. 
 
وأضاف شمخاني أننا حققنا أكثر من 90 في المائة من أهدافنا ولم تكن الاعتداءات الإسرائيلية تأثير استراتيجي. 
 
تلك التصريحات استدعت نفيا من رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو الذي أكد على استمرار بلاده في التصدي للوجود الإيراني العسكري في سوريا مع المصادقة على أن الإيرانيين يحاولون التموضع هناك.
 
وطمأن نتنياهو خلال تغريدة أخرى الإيرانيين بأن إسرائيل ستواصل العمل وفق الحاجة من أجل صد التموضع العسكري الإيراني في سوريا. 
 
واذا أخذنا  بهذين التصريحين فمن الطبيعي جدا أن نستنتج ضرورة حدوث مواجهة عسكرية بين إيران واسرائيل تبدء من سوريا ولكن لا يعرف أحد كيف ستنتهي وإلى أين ستمتد؟ 
 
 
إن القضاء على داعش في العراق وسوريا اتبع وسيتبع الكثير من الأحداث، منها إعادة العقوبات الأميركية ضد إيران ووقوع مواجهات خفيفة بين إسرائيل وإيران في الأراضي السورية.
 
يعود سبب الغارات الإسرائيلية على مواقع للقوات الإيرانية في سوريا إلى أنه لم يعد من المبرر إسرائيليا استمرار تواجد تلك القوات التي تم إرسالها إلى سوريا بحجة مكافحة داعش واخواتها. ولكن الكيان الصهيوني يعرف جيدا أن تلك القوات ستؤدي دورا مستقبليا لخلق توازن عسكري إقليمي وأنها تقترب إلى بدايات عملها ومهماتها في سوريا بعد القضاء على داعش وليس إلى نهاية مهماتها.
 
واذا كانت إيران تبرر تواجدها في سوريا بأنه تم بطلب الحكومة السورية لمكافحة المنظمات الإرهابية إلا أن طلب الحكومة السورية مستدامة حتى بعد القضاء على تلك المنظمات وربما تضطر الحكومة إلى سحب طلبها بفعل ضغوط الدول العربية التي لها حظوظ في إعادة بناء سوريا عبر استثمارتها أو تحت ضغوط الولايات المتحدة التي تحرص دوما على ضمان أمن اسرائيل ولكن  يبدو أن هذا الطلب الذي يستند اليه شمخاني اليوم أيضا له ثمن يستخدمه الأسد في المرحلة المقبلة.
 
يستبعد الادميرال شمخاني تورط نتنياهو في أي مواجهة عسكرية مع إيران حيث أن من شأنها أن تنهي بمصير نتنياهو السياسي ولكن الرهان على عقلانية الأخير السياسي ليس رهان معقول. ذلك لأنه لا يغمض العين على تحركات إيران في سوريا وإيران أيضا من جهتها لا تريد الاستمرار في سياسة الصبر أمام اعتداءات الكيان الصهيوني على مواقعها في سوريا وإن تكون خفيفة حيث أن لها دلالاتها الرمزية على الحد الأدنى.