هل تحول التهديد بحرق الأنفس وبيع الكلى والاطفال إلى وسيلة للكسب واستدراج العواطف بعيدا عن حل المشكلة؟
 

المآسي المستمرة في لبنان تتواصل فصولا. بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية المتردية، والتي وصلت إلى حد لا يمكن السكوت عليه،
وبعد انتشار صورة حرق مواطن نفسه على خلفية الازمة الاقتصادية التي يعيشها، والتي أصبحت لاحقا قضية إنسانية حركت بعض المواطنين في الداخل والخارج لإبداء تعاطفهم مع العائلة وشمولها بجملة مساعدات من متمولين وسياسيين، ذهب البعض ليبني عليها أي تحرك فردي، وذهب مواطنون آخرون إلى نفس الأسلوب ربما يعانون نفس الأزمة، وربما أيضا لا تعدو الصور التي تنتشر هنا وهناك حول بيع "الكلية" أو بيع "الطفل"  أكثر من حالات دعائية هدفها واضح ومعروف، وبالتالي فإن انتشار هذه الظاهرة وبهذه الطريقة  بات يحتاج إلى تدقيق أكثر ومسؤولية أكبر.

إن  ظاهرة الحرق، والتهديد بالحرق وبيع الكلى،  وآخرها ما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لأب لبناني في مدينة طرابلس، اعتصم وسط ساحة النور في المدينة، وهو يحمل لافتة مكتوب عليها "طفل للبيع أو كلية للبيع، فانتشرت الصورة كواقعة حقيقية دون أي تحر أو مساءلة وذهب الجمهور إلى التصديق الفوري من دون أي سؤال أو تدقيق .

 

اقرا ايضا : ريا الحسن تعيدُ المواطنين إلى كنف الدولة!!

 

 

فباتت هذه الظاهرة شبه عدوى وتجري تغطيتها إعلاميا وشعبيا بشكل عفوي وعاطفي الامر الذي بات بحاجة إلى دراسة للبحث عن المصداقية. 

لا أحد ينكر خطورة الازمة المعيشية وسوء الأحوال المعيشية والاقتصادية، لكن علينا الحذر من مثل هذه الأساليب والصورة وعدم الإنجرار العاطفي لأننا نسيء للبلد والناس واللبنانيين جميعهم من حيث لا نشعر. 
وهل تحولت هذه الصور للابتزاز من اجل استدراج العطف وربما المساعدات بعيدا عن اي نقاش جدي بحل المشكلة المعيشية؟ 
إن الراي العام اللبناني الاعلامي والشعبي هو مسؤول ايضا في التعاطي مع هذه الازمة بجدية وواقعية بعيدا عن العاطفة والعفوية.