هل تستفيق الدولة اللبنانية أم أن شبح الموت سيبقى مخيمًا فوق رؤوس البقاعيين؟!
 

نحن في زمن "السرطان"، هذا الخبيث أصبح خطرًا يتزايد يومًا بعد يوم وتحديدًا في لبنان نتيجة عوامل كثيرة بعضها يمكن التحكم بها فيما البعض الآخر يبقى مجهولًا، والتصدّي له يفرض علينا البحث في أسبابه بهدف الوصول إلى حلول تحدّ من انتشاره، وتساعد في الوقاية منه.

 

السرطان في لبنان

 

خطر تفشّي مرض السرطان في لبنان، يزداد من سنة إلى أخرى، ففي العام 2018 سجلت الأرقام 8976 حالة وفاة، وأكثر من 17294 إصابة جديدة، حسب ما ورد في تقرير "الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)".

 

معدلات الإصابة في البقاع الأعلى عالميًا

 

سجل البقاع النسبة الأكبر من الإصابات بمرض السرطان في لبنان، وبما يتعدّى بأضعاف المعدلات العالمية مقارنة بعدد السكان". 

هذا ما أوردته "صحيفة الأخبار"، نقلًا عن "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" التي استندت إلى عدد حالات الإستشفاء على نفقة وزارة الصحة، وفي سياق الدراسة تبيّن "أن العدد الأكبر من الإصابات يتركّز في القرى والبلدات المجاورة لنهر الليطاني وروافده". 

وتضيف الصحيفة، أن "بر الياس سجلت 600 إصابة بالسرطان من أصل عدد سكان البلدة البالغ 12185 نسمة، فيما سُجّلت 60 إصابة في بلدة حوش الرافقة البالغ عدد سكانها نحو 1700 نسمة، و40 إصابة في بلدة تمنين التحتا البالغ عدد سكانها 3863 نسمة، كما سجلت معدلات مماثلة في بلدات القرعون والمرج والمنصورة وغزة وحوش الحريمة والروضة والدلهمية والفرزل".

 

إقرأ أيضًا: كيف مات؟... «هيك فجأة»

 

نهر الليطاني

 

تشير المصلحة الوطنية لنهر الليطاني إلى أن "المساحات التقديرية للأراضي الزراعية، على ضفاف النهر، تبلغ حوالى 8396 هكتارًا، وحسب بعض المعنيين والخبراء في المنطقة، فإن أكثر من 1000 هكتار من هذه الأراضي يروي صيفًا من النهر، أي من مياه الصرف الصحي"، وتشير أيضًا إلى أن "شبكات المياه المغذية لمياه الشفة للبقاع غير مطابقة للمواصفات، في كل من شبكة ومحطة شمسين بر الياس، وشبكة ومحطة شمسين مجدل عنجر، وتشير المعطيات إلى أن عدد المشتركين في هاتين المحطتين يبلغ 7000 مشترك تقريبًا، ويقدر عدد المستفيدين من هاتين الشبكتين حوالى 50000 نسمة". 

 

مياه الشفة في البقاع غير صالحة للشرب

 

في 24 كانون الثاني، أعلن المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء والمواد الكيميائية في الجامعة اللبنانية، "أن نتائج تحليل عينات مأخوذة من المياه في عدد من المنازل في البقاعين الأوسط والغربي، أظهرت أن التلوث الجرثومي يطال المياه السطحية والجوفية وشبكات التوزيع، وبالتالي فإن مياه الشفة التي تصل إلى بيوت المواطنين في تلك المناطق غير صالحة للشرب"، وأوضح أن "نتائج التحليل الجرثومي لمياه الشرب والإستخدام بينت أن بئرًا قرب نبع شمسين تغذي بلدة بر الياس، تخطت البكتيريا فيها الحد الأقصى المسموح به لمياه الشرب بسبب تلوثها بمياه الصرف الصحي".

وفي عينات نبع عين الزرقا في سحمر، الذي يغذي بعض بلدات البقاع الغربي وراشيا، بيّنت التحاليل وجود تلوّث جرثومي، وردّت ذلك إلى المشكلة التي تكمن في شبكات التوزيع بسبب خروج المياه نظيفة صالحة للشرب من محطة التكرير وتتلوّث قبل وصولها إلى المشتركين.

 

إذًا، أربع سنوات مرت وأبناء البقاع كانوا ومازالوا ضحية مرض السرطان، منذ أن وقعت عليهم لعنة نهر الليطاني الغارق في أوساخ مجاري الصرف الصحي ومخلفات المعامل المعتدية على ضفافه، فهل تستفيق الدولة اللبنانية أم أن شبح الموت سيبقى مخيمًا فوق رؤوس البقاعيين؟!