هذا ما كشفه طارق الملاح عن عمليّات الإغتصاب والإختلاس داخل دار الأيتام الإسلاميّة
 
تُمسِكُ بيدّ ولدها طارق لتوصله إلى دار الأيتام، متأمّلةً بأنّ ذلك المكان سيكون الملجأ لإبنها الذي كان في أمسّ الحاجة للعناية بعدما فرّق الطلاق شمل الأسرة، إلّا أنّه لم يخطر في بالها بأنّ هذا المكان سيكون أخطر على إبنها من وقِع الطلاق.
 
لم يُدركُ هذا الفتى البريء، أنّه وعند دخوله الدار سيقعُ فريسة لذئابٍ سينهشون طفولته بعد سنوات.
 
يستمرُّ الناشط الحقوقي طارق الملاح، بنضاله من أجل الأطفال الذين يتعرّضون للإغتصاب والتعنيف في "دار الأيتام الإسلاميّة"، لتحصيل حقّه وحقّ سائر الضحايا، مُشدِّدًا على أنّه سيعمل على تحويل الملف إلى المنظمات الحقوقيّة الدوليّة... متوعداً بالمُضي قدمًا في معركته التي وصفها بالنضاليّة والمُشرِّفة التي ستُنقذُ مستقبل ضحايا جُدد وتسترجع حقوق أطفال غُدِرَت، رغم الضغوطات والمحاولات الحثيثة لإقفال الملف وكمّ الأفواه.
 
فاجأ الملاح الجميع عندما قرّر قبل سنواتٍ عدّةٍ، الحديث لوسائل الإعلام عن حكاية تعرّضه للإغتصاب في "دار الأيتام الإسلاميّة".. حكاية نفت صحّتها الدار المعنيّة بشكلٍ جازمٍ. إلّا أنّ طارق لم يتراجع بل طرق أبواب السلطة الثالثة القضائيّة، وكان مكتب المحاماة الذي أخذ على عاتقه مُتابعة الملف قد أكّد أنّ فرصة ربح الدعوى ليست معدومة. 
 
 
من جديد، أثار الملاح قضيّة إغتصاب جديدة تعرّض لها أحد الأطفال في دار الأيتام الإسلاميّة، مُعلنًا في منشورٍ له عبر صفحته الخاصّة على "فيسبوك" أنّه سيُبادر بتصعيدٍ جديدٍ في هذا الملف. 
 
وخلال إتصالٍ لـِ موقع "لبنان الجديد"، مع الملاح للوقوف عند تفاصيل الحادثة ومدى صحّتها قال:" إتصلت بي إحدى المُشرفات في دار الأيتام الإسلاميّة (ه.ر) وأخبرتني عن حالة إغتصاب جديدة  تعرّض لها طفل من خلال تسجيلاتٍ صوتيّةٍ لها عبر تطبيق الـ "واتس آب"، وشعرتُ بخوفها خصوصًا وأنّها أمحت التسجيلات مرّاتٍ عدّةٍ".
 
وتابع: "تضمّنت التسجيلات التي أُرسِلت إليّ عن حالة إغتصاب جديدة حصلت داخل دار الأيتام الإسلاميّة وتأكيدًا على مصداقيتي سوف أرسلها أيضًا إليكم".
 
وكشف الملاح:" كما تعلمون أنّه بيني وبين دار الأيتام دعاوى قضائيّة بسبب الإغتصاب الذي تعرّضتُ له والعنف خلال فترة مكوثي هناك لمدّة 12 عامًا..والدعوى حاليًّا هي أمام مجلس شورى الدولة".
 
وروى:" مضيتُ في دار الأيتام الإسلاميّة 12 عامًا إلّا أنّني هربتُ من هناك في سنّ الرابعة عشرة، وأنا قرّرت فضح ما تعرّضتُ له منذ 4 سنوات، واليوم هناك حالة مُماثلة للحالة التي عشتها هناك"، مُتابعًا: "المصداقيّة في كلامي بدايةً هي الدعوى التي رفعتها أنا على دار الأيتام، والمُشرفة التي أخبرتني عن الحادثة الجديدة كانت في الدار عندما أنا كنتُ أعيش هناك، وهي كانت مُشرفتي، والدار قامت من جديد برفع دعوى لدى النيابة العامّة ضدّي لإعتبارها أنّني أفتري عليها".
 
وعن حالة الإغتصاب الأخيرة، أوضح الملاح:"الصبي الذي تعرّض للإغتصاب ليس لديه عائلة أو سند، وأوجّه أصابع الإتهام إلى إدارة دار الأيتام وأعتبرها أنّها تتغاضى عن هكذا أمور وأتحدّى الإدارة أن تفتح أبوابها أمام الإعلام للدخول والتصوير هناك وأن تحكي معنا نحن الذين تعرّضنا للإغتصاب والعنف وحرمان الطعام، نحنُ كنا نُخبي الخبز في جيوبنا".
 
وإعتبر الملاح خلال حديثه أنّ "هناك تستّر في دار الأيتام من جانب أشخاص لها نفوذ وأنا أحمّل المسؤوليّة إلى المدير (خ.ق) وأودّ أن أكشف أنّ هناك إختلاس أموال وأنا أتحمّل مسؤوليّة كلامي وهذه الأسماء تتحمّل المسؤوليّة (ر.ز)، (س.ز) و(س.ح)، على حدّ تعبيره".
 
وحرصًا من موقع "لبنان الجديد"، على مصداقيّة عمله ومهنيّته، أجرينا إتصالًا هاتفيًّا بـِ مديرة العلاقات العامّة والإعلام في دار الأيتام الإسلاميّة الأستاذة رانيا زنتوت، التي نفت نفيًا قاطعًا ما ورد على لسان الناشط الحقوقي طارق الملاح".
 
وقالت زنتوت:" هذا الخبر الذي نشره طارق لا يمت للواقع بصلة ونحن قد أصدرنا بيانًا ننفي عبره كافّة الإفتراءات بحقّنا خصوصًا وأنّ ليس هناك مصداقيّة لا بحيث المضمون ولا بحيث الأسماء التي ذكرها طارق ونحن تقدّمنا بشكوى لدى النيابة العامّة".
 
وعن عمليّات الإختلاس داخل دار الأيتام الإسلاميّة، أجابت زنتوت:" هذه الأقاويل عارية عن الصحّة ولا أساس لها ونحنُ نعتبر أنّ كلّ ما ورد يقعُ ضمن نطاق الأكاذيب".
 
وكان الملاح قد وجّه إتهامات لـِ زنتوت بالتكتمّ، فردّت على الفور:" والله ما فيي إحكي عن شي ما بعرف عنّه ومش صحيح".