أهمية بولا وصرخة بولا، لا تكمن فقط بمشاريع القرارات التي تقدمها، ولا هي بجرأتها على تسمية الفاسدين والحرمية متمترسة بحصانتها النيابية
 

قبل كل شيء وقبل شكر النائبة بولا يعقوبيان على حسن تمثيلها لصوت الناس بالخصوص أمثالنا نحن الذين لا صوت لهم، لا بد من التوجه بالتحية والاكبار والإحترام إلى ناخبي دائرة بيروت الأولى، الذين لم يصدقوا أكاذيب الأحزاب وبروبوغندا السلطة التي تنتشر كالنار في الهشيم قبل فترة الإنتخابات. 

(لي جاي جاي) _ (صوتي شو رح يقدم ويأخر) - (خليني اكسب هالمية دولار) - (لأن البلد بعمرو ما بيصلح) - (إنو حتى لو وصل حدا نضيف شو رح يقدر يعمل؟) - (ومين قال لي جايي رح يكون أفضل من الموجود) - (الطائفة بخطر) - (صوتك رصاصة) - (انتخب الشهداء) - (لائحة المقاومة مقابل لائحة العملاء).  

إقرأ أيضًا: تقارب القوات - حزب الله، مبررات وهواجس

هذه الشعارات والسموم التي يصدّقها الناخب الساذج في معظم الدوائر وتكون السبب الرئيسي بإنتاج نفس الطبقة السياسية التي أوصلت البلد الى ما هو عليه من الاهتراء والتفسخ والفقر وكل ما فيه من مصائب وويلات تصب على رأس الناخب الذي لا يستيقظ إلا في اليوم الثاني للإنتخابات ومن ثم يصدق نفس الأكاذيب بعد أربع سنوات أو يزيد. 

أهمية بولا وصرخة بولا، لا تكمن فقط بمشاريع القرارات التي تقدمها، ولا هي بجرأتها على تسمية الفاسدين والحرامية متمترسة بحصانتها النيابية، أهمية وصولها في المجلس، قبل كل شيء هي أنها كسّرت كل تلك الشعارات الكاذبة لتقول للناس وللناخب (بلا إن إيصال اناس جدد إلى الندوة البرلمانية هو خلاصكم وخلاص أولادكم وخلاص البلد).

إقرأ أيضًا: من يحارب فساد محاربي الفساد؟

أهمية بولا أيضًا، أنها لا تنتمي إلى زعيم سياسي ولا إلى حزب سياسي عنده مشروعه واعتباراته التي تفرض عليه مراعاتها على حساب دوره الطبيعي كنائب، وهذا جوهر الفارق بين صرخة بولا الصريحة والمحقة وبين "صرخة" النائب حسن فضل الله (حامل ملف محاربة الفساد)،، فحسن فضل الله حتى وإن كان صادقًا ومعه ملفات فساد منذ سنوات فإنه لا يستطيع الكشف عنها لأنه محكوم لاعتباراته ومصلحة حزبه قبل كل شيء وسيبقى يحملها ويلوح بها إلى أبد الآبدين من دون أن يجرؤ على كشفها. 

تصوروا لو في البرلمان عشرة بولا... يشكلون كتلة نيابية.. تطعن بالمشاريع الفاسدة وتقدم مشاريع قوانين سليمة.. تصوروا كيف كانت لتكون الصورة. 

أهم ما تقوم به بولا هو القول الصريح :"أيها الشعب اللبناني إنه بيدك وحدك يكمن الحل فإما أن تبقى تستمع إلى خطب أمثال حسن فضل الله.. وإما أن تشاهد أفعال أمثال بولا".