بعدما سبقه 11 سياسياً في الحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي لمنصب الرئاسة، عاد بيرني ساندرز رسميا الى السباق الرئاسي، وهو الذي لم يتوقف عن نشاطه الانتخابي منذ انتخاب ترامب، إذ واصل جولاته في معظم الولايات في السنتين الأخيرتين، بما فيها الولايات المحافظة التي صوتت لترامب. المشهد الانتخابي اليوم، يختلف جذرياً عن المشهد في 2016. آنذاك كان السباق ثنائياً: هيلاري كلينتون ممثلة المؤسسة الديموقراطية التقليدية في مواجهة بيرني ساندرز المستقل حزبياً والاشتراكي ايديولوجياً.

السباق الذي عاد اليه ساندرز مزدحم بمرشحين لم يشهد مثلهم أي حزب أميركي في السابق. في 2016 واجه ساندرز منافسة واحدة، لكنه هذه المرة سيواجه في الانتخابات الحزبية التي ستبدأ بعد أقل من سنة، أربع منافسات من مجلس الشيوخ، بعضهن من أصدقائه، واحداهن، اليزابيث وارن، تعتبر وريثته ايديولوجياً، وجميعهن أصغر منه سناً. هذه المرة تهيمن المرأة على السباق الديموقراطي الذي ويضم مرشحين من الاقليات، وهذا يعكس التنوع الديموغرافي للحزب. واذا فاز ساندرز في الانتخابات، فانه سيكون أكبر رئيس سناً ينتخب في تاريخ البلاد، لأنه سيكون على مشارف الثمانين من عمره.

ساندرز هو المرشح الأكثر شهرة بين الديموقراطيين، ولديه “ماكينة” انتخابية في معظم الولايات، وأكثر من مليوني متبرع عبر الانترنت.

صحيح ان ساندرز لم يحصل على ترشيح حزبه في 2016، لكن تأثيره على الديموقراطيين كان أعمق بكثير من تأثير أي مرشح في العقود الاخيرة. ساندرز الذي كان ولا يزال يفاخر بيساريته، أرغم الحزب ومرشحيه هذه المرة على اقتباس بعض مواقفه “التقدمية” التي أثارت الكثير من الجدل في 2016 مثل دعوته إلى توفير ضمان صحي كامل لجميع المواطنين وأربع سنوات من التعليم المجاني في الجامعات العامة، وخفض نسب الفوائد على القروض الدراسية في الجامعات الخاصة، ورفع الحد الأدنى للأجور الى 15 دولاراً في الساعة.

هذه المرة منافسو ساندرز أمثال اليزابيت وارن وكوري بوكر وكيرستن جيليبراند وكمالا هاريس وافقوا على الاقتراح الذي قدمه في 2017 عن الضمان الصحي. المفارقة ان نجاح ساندرز في دفع الديموقراطيين الى اليسار قد يأتي على حسابه، لأن ثمة احتمالاً أن يتحول مرشح منافس أصغر من ساندرز وأكثر حيوية ويمثل “وجهاً جديداً”، الى المرشح الذي يحمل آمال الديموقراطيين ويحقق حلمهم بجعل دونالد ترامب رئيسا لولاية واحدة في 2020.

واذا قرر نائب الرئيس السابق جوزف بايدن (76 سنة) دخول السباق، كما هو متوقع، فإن المشهد الانتخابي سوف يزداد تعقيداً، لأن بايدن يتمتع ببعض ميزات ساندرز، فهما شعبويان ومعروفان، لكنهما يعانيان تحديات مماثلة ليس أقلها تقدمهما في السن. طبعاً سيبقى ساندرز المرشح الذي يكسر القوالب. بعد ساعات من اعلان ترشيحه، اختار اليهودي التقدمي، فايز شاكر المسلم التقدمي، مديراً لحملته الانتخابية.