بعنوان "تغيّر المناخ سيغذّي حروبًا أكثر ويهجّر المزيد في الشرق الأوسط"، نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالاً نقلت فيه تحذيرًا جديًا عن عدد من الخبراء، قالوا فيه إنّ المنظمات الإرهابية، مثل تنظيم "داعش" على سبيل المثال يستفيد من تغيّر المناخ من أجل تجنيد أعضاء جدد.

وبحسب التقرير فإنّ منطقة الشرق الأوسط ستدخل بفوضى جديدة ناجمة عن تغيّر المناخ والطقس، وهذا ما توقعه عدد من الخبراء والأكاديميين خلال مؤتمر عُقد مؤخرًا في لاهاي حول مبادرة الأمن الكوكبي، شدّدوا فيه على أنّ نقص التغذية وقلّة المياه ستزيد من تدفّق النازحين واللاجئين، إضافةً إلى نشوب الحروب وتقديم فرص جديدة للجماعات المتشددة. 

وقد أشار مسؤول عن التنمية في الأمم المتحدة الى أنّ التطورات في تغير المناخ تُنذر بأن يُجبر ما بين 7 إلى 10 مليون شخص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مغادرة منازلهم خلال العقد القادم.  
 
وقد تحدّث المشاركون عن الصراعات الكبيرة والصغيرة في المنطقة خلال السنوات الماضية، ومن بينها  تظاهرات من أجل لقمة العيش في دول عربية. وفي هذا الصدد، قال جمال صغير وهو بروفيسور  من جامعة ماكغيل في مونتريال : "إنّ إنعدام الأمن الغذائي وبالطاقة قد يؤدّي الى اضطرابات سريعة". 
 
وتوقّع حصول المزيد من الصدمات مجددًا، لافتًا الى أنّ بعض الأزمات قد تسفر عنها أزمات عنيفة وتزيد من الدعم الشعبي لجماعات متشددة الأمر الذي سيتيح لها دعم أعضاء جدد، موضحًا أنّ "داعش" قد يستغلّ التغير المناخي ليجنّد مؤيدين له، على سبيل المثال يلجأ الى المزارعين الذين تأثروا بتغيّر المناخ، ويقدّمون لهم الطعام والرواتب وأمورًا أخرى". 
 
ووفقًا لـ"الإندبندنت" فهذه المبادرة السنوية تسعى إلى تسليط الضوء على الأمن بعيدًا عن الأسلحة والحدود، والبحث في الأمور اليومية التي تهدّد حياة المواطنين، وقد قدّم سفير عراقي شارك في المؤتمر خارطة لكيمة الأمطار المتساقطة في بغداد وارتفاع درجات الحرارة خلال العقد الأخير. 
 
كذلك فإنّ الظروف المتغيرة أدّت الى فوضى واضطرابات في سوريا والعراق ودول أخرى، وقد استفاد "داعش" من التغيرات الحاصلة، والمخيف اليوم هو أنّ الحرارة ترتفع بشكل كبير، وكمية المياه تتقلّص، مثل ما جرى بنهر دجلة والفرات الذي يغذّي العراق. 
 
من جانبه، قال البروفسور نديم فرج الله، المتخصص بالتغيّر المناخي والبيئة في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية إنّ إنخفاض تساقط الثلوج وهطول الأمطار هو أمر متوقع في العراق، مشيرًا الى أنّ الشرق الأوسط فيه كلّ المشاكل اليوم ويحتاج إلى شرارة". 
 
من جهته، قال يوهان شار، من معهد ستوكهولم للأبحاث حول السلام، إنّ منطقة الشرق الأوسط تستورد 65% ممّا تحتاجه الى الحبوب، والواضح اليوم أنّ هذه النسبة تزيد ما يجعل الحكومات والمواطنين سيتأثرون بالتغيرات المناخية في المنطقة، التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة في أمنها الغذائي.