ما يهم دولة الرئيس الحريري عدم إضاعة بوصلة سيدر والتلهي بأمور جانبية
 

أولاً: الوزير صالح الغريب في الشام...

لا ينتظر وزير شؤون النازحين صالح الغريب اجتماعاً مرتقباً لمجلس الوزراء، قبل قيامه بزيارة دمشق، وذلك لطرح موضوع زيارته هذه على المجلس لأخذ موافقته وتزويده بالتوجهات والإرشادات، بل عمد إلى تفرُّده بذلك غير عابئٍ بمغبّة الخروج على سياسة النّأي بالنفس، والحقّ يُقال بأنّ زيارة الغريب هذه، وبغضّ النظر عن مدى نجاحه في اجتراح معجزة لعودة النازحين بسرعة ذهابه إلى سوريا، فقد أحدثت الزيارة معجزة حقيقية ما كان لها أن تتحقّق  بهذه السهولة والسرعة، فقد أطلق النائب علي عسيران أول تصريحٍ سياسيّ له منذ أكثر من سبعة وعشرين عاماً، أي منذ دخوله الندوة البرلمانية عام 1992، عندما أفصح عن تأييده للزيارة ومباركتها.

ثانياً: الوزير بو صعب في ميونيخ...

وزير الدفاع الياس بو صعب تجرّأ على رئيسه الوزير جبران باسيل، عندما تعدّى على صلاحياته في وزارة الخارجية، وانتقد في ميونيخ بجرأةٍ عالية محاولات تركيا إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، واعتبر ذلك اعتداءً سافراً على سيادة الجمهورية العربية السورية، وقال ما لم ينتبه له أحدٌ قبله: الجيش العربي السوري هو الذي يحقّ له حماية حدود سوريا الشمالية وتطهيرها من الارهابيّين، وأنّ على تركيا التزام الاتفاقية المعقودة مع سوريا قبل أكثر من عشرين عاماً.

إقرأ أيضًا: بُشرى للفاسدين..السيد نصرالله يتّكل على فضل الله بمحاربة الفساد

ثالثاً: الوزيرة الحسن في وزارة الداخلية...

بعد قيام الوزيرة ريّا الحسن بضربة مُوفّقة بإزالة الحواجز الإسمنتيّة من أمام وزارة الداخلية، مع عدم استطاعتها طبعاً، استكمال هذه الخطوة أمام المربعات الأمنية المنتشرة في البلاد والمحروسة بقوى الأمر الواقع، ومن ثمّ عزمها على سحب العناصر الأمنية المكلّفة حراسة مواكب ومنازل الوزراء والرؤساء والنواب والشخصيات بأعدادٍ تفوق الخيال،  اندفعت  الحسن إلى طرح موضوع إقرار الزواج المدني، فقامت قيامة الطوائف عليها، وطافت أحقادُ المتضررين وسخافاتهم، ممّا اضطرّ الوزيرة للتّراجع سريعاً بخطوتين إلى الوراء، بعد أن كانت قد تقدّمت خطوة واحدة إلى الأمام.

رابعاً: رئيس الوزراء في السراي...

الرئيس سعد الحريري يعرف كيف يُغنّي على "ليلاه"، وليلى الوصل عنده هي أموال "سيدر"، لذا عاجل بعقد اجتماعٍ لمُمثّلي الصناديق والهيئات والدول والمسؤولين عن تنفيذ آليات هذا المؤتمر الباريسي، وإزاء هذا الأمر الجلل، والذي من أجله تشكّلت الحكومة وذُلّلت الصعاب، وبانتظار المليارات الموعودة، يمكن التّغاضي عن زيارة الغريب لسوريا، والتّهاون بتصريحات وزير الدفاع عديمة الأثر في مجريات الأزمة السورية، أو الخوض في مسالك الزواج المدني الموحشة، والتي ستُسدّ عاجلاً أو آجلاً، وما يهم دولة رئيس الحكومة عدم إضاعة بوصلة سيدر والتّلهي بأمور جانبية لا تُقدّم ولا تُؤخّر. والمواطن اللبناني يُنشد مع إبن الزّيات: 

خلتُكُم عُدّةً لصرف زماني

فإذا أنتمُ صروف الزمان.                                                                               ّ