الولايات المتحدة تسلم لبنان صواريخ موجهة بالليزر، والحريري يرفض قبول خبراء إيرانيين يعملون مع الجيش اللبناني.
 
قطعت الإدارة الأميركية الطريق على أي اختراق إيراني مباشر للمؤسسة العسكرية اللبنانية بإعلانها عن تزويد الجيش اللبناني بأسلحة حديثة.
 
وأوضحت مصادر سياسية لبنانية أن هدف إيران ليس تزويد الجيش اللبناني بأسلحة ودفاعات جوية فحسب، بل إن نيتها الحقيقية إرسال خبراء عسكريين يعملون مع الجيش اللبناني على الأرض.
 
وأشارت إلى أن إيران سبق أن عرضت توقيع معاهدة عسكرية مع لبنان، لكن رئيس الحكومة سعد الحريري رفض ذلك ووقف عائقا في وجهه في العام 2010 عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء.
 
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه الرياض عن رفع الحظر عن السفر إلى لبنان، ما يكشف عن عودة سعودية قوية إليه.
 
وزودت الولايات المتحدة الأميركية، الأربعاء، الجيش اللبناني بشحنة من الصواريخ الذكية الموجهة بالليزر.
 
وقالت السفارة الأميركية ببيروت، في بيان، إن واشنطن سلمت الجيش اللبناني شحنة من الصواريخ الذكية المتطورة الدقيقة الموجهة بالليزر. وأضافت أن قيمة هذه الصواريخ تتجاوز 16 مليون دولار.
 
وأوضحت أن تلك الصواريخ الموجهة بالليزر تمثل مكونا رئيسيا لطائرة “إيه-29 سوبر توكانو” الهجومية التي تسلمتها القوات الجوية اللبنانية في وقت سابق.
 
واعتبرت السفارة أن تسليم الشحنة يعبّر عن التزام حكومة الولايات المتحدة الثابت والحازم بدعم الجيش اللبناني، بصفته المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان.
 
واستثمرت واشنطن، منذ عام 2005، أكثر من ملياري دولار في شراكتها القوية مع الجيش اللبناني.
 
وتسلّمت القوات الجوية اللبنانية، في 12 يونيو 2018، دفعة أخيرة من طائرات “إيه-29 سوبر توكانو”، وهي أربع طائرات، ضمن هبة أميركية للجيش اللبناني، وسبقها تسلم طائرتين، في أكتوبر 2017.
 
ويقول متابعون للشأن اللبناني إن الخطوة الأميركية من شأنها أن تدعم خيار رئيس الوزراء اللبناني في الاعتماد على الولايات المتحدة في تجهيز الجيش اللبناني، ما يقطع الطريق على إيران ويفشل خطط حزب الله في تحويل لبنان إلى مقاطعة إيرانية خالصة.
 
ويشير هؤلاء إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان من شأنه أن يعيد الاهتمام إقليميا بلبنان وخاصة من السعودية التي ستكون حريصة على دعم المساعي اللبنانية في إحداث توازن تجاه إيران من خلال الدعم العربي.

ونقل تلفزيون الجديد، الأربعاء، عن وليد البخاري السفير السعودي في بيروت، قوله إن المملكة سترفع التحذير من سفر مواطنيها إلى لبنان.

ونقل التلفزيون عن السفير قوله “السعودية ترفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان” بالنظر إلى انتهاء الأسباب الأمنية السابقة والتطمينات التي تلقتها من الحكومة اللبنانية.

من جهة ثانية، أكد المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار بن سليمان العلولا، وقوف السعودية إلى جانب لبنان ومساعدته في كافة المجالات بهدف تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.

وجاء كلام العلولا، وهو موفد من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية، خلال لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر الرئاسة شرق بيروت.

والتقى موفد العاهل السعودي قبل ذلك مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وعدد آخر من المسؤولين في بيروت.

وتأتي زيارة العلولا إلى بيروت بعد زيارة كل من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي عرض مساعدة لبنان في قطاعات الاقتصاد والأمن والصحة، وخاصة تسليح الجيش اللبناني، وهو ما أثار جدلا قويا في الساحة اللبنانية.

وقال العلولا لدى وصوله إلى بيروت بشأن سياسة إيران في لبنان إن “المسار الإيراني مختلف تماما عن المسار السعودي ولا تنافس أو تعارض”.